ويقال فلان خالفة من الخوالف إذا كان فاسدا لا خير فيه (1) وما أبين الخلافة فيه أي الجهل وقال بعضهم استقامة من قولهم لحم خالف وهو الذي قد بدأ يروح ومنه أحد خلوف الفم وهو تغير ريحه من صوم أو نحوه قال أبو عمر قد يكون الخالفة أيضا بمعنى الخير (2) قال وقال ابن الأعرابي روي أن أعرابيا جاء إلى أبي بكر فقال أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قال فما أنت قال أنا الخالفة بعده أنا القاعد بعده (3) قال والخالفة الذي يستخلفه الرئيس على قومه وأهله قال ابن الأنباري وإنما يختلف في المصدر فيقال خلفه يخلفه خلافة إذا صار خليفة له وخلافة إذا كان متخلفا لا خير فيه ميؤوسا من رشده أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال (4) وقد كان زيد بن عمرو بن نفيل قد أجمع على الخروج من مكة فيضرب في الأرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض للخروج وأراده أذنت الخطاب بن نفيل فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الأول دين إبراهيم ويسأل عنه ولم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل والجزيرة كلها ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا ببيعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم فقال له الراهب إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم لقد درس من علمه وذهب من كان يعرفه ولكنه قد أطلعك (5) خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية فعليك ببلادك فإنه مبعوث الآن وهذا زمانه وقد كان شام (6) اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا منها فخرج
(٤٩٧)