أنه اجتمع لغزو أذربيجان وأرمينية أهل الشام وأهل العراق فتذاكروا (1) القرآن (2) فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة قال فركب حذيفة بن اليمان لما رأى اختلافهم في القرآن إلى عثمان بن عفان فقال إن الناس قد اختلفوا في القرآن حتى إني والله لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف قال ففزع لذلك عثمان بن عفان فزعا شديدا وأرسل إلى حفصة فاستخرج الصحف التي كان أبو بكر أمر زيدا بجمعها فنسخ منها المصاحف فبعث بها إلى الآفاق ثم لما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها عن الصحف ليمزقها وخشي أن يخالف بعض الكتاب بعضا فمنعته إياها قال ابن شهاب فحدثني سالم بن عبد الله قال فلما توفيت حفصة أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة ليرسلن بها فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان فغسلها ففرقها (3) مخافة أن يكون في شئ من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان أخبرنا أبو السعود بن المجلي (4) نا أبو الحسين بن المهتدي [] وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا أبو القاسم الصيدلاني أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال كنا جلوسا عند المجالد بن سعيد فقال كان زيد بن ثابت كاتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم كان كاتب عمر بن الخطاب وله القراءة والفرائض أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي الوزير أنا عبد الله بن محمد نا هدبة نا همام عن قتادة عن أنس قال جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة كلهم من الأنصار أبي ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو زيد رجل من الأنصار (5)
(٣٠٨)