وما طالب الحاجات إلا مغرر * وما نال شيئا طالب كجناح * قال السعدي فلم يزل معاوية كذلك حتى غزى اليمن وكثرت وضعفت عدنان فبلغ معاوية أن رجلا من أهل اليمن قال يوما لهممت ألا أدع بالشام أحدا من مضر بل هممت ألا أحل حبوتي حتى أخرج كل نزاري بالشام فبلغت معاوية ففرض من وقته لأربعة آلاف رجل من قيس سوى خندف وقدم على تفيئة ذلك عطارد بن حاجب على معاوية فقال له ما فعل الفتى الدارمي الصبيح الوجه الفصيح اللسان يعني مسكينا فقال صالح يا أمير المؤمنين قال أعلمه أني قد فرضت له فله شرف بالعطاء وهو في بلاده فإن شاء أن يقيم بها أو عندنا فليفعل فإن عطاءه سيأتيه وبشره بأن قد فرضت لأربعة آلاف من قومه من خندف قال وكان معاوية بعد ذلك يغزي اليمن في البحر ويغزي قيسا في البر فقال شاعر اليمن * ألا أيها القوم الذين تجمعوا * بعكا أناس أنتم أم أباعر أيترك قيسا آمنين بدارهم * وتركب ظهر البحر والبحر زاخر فوالله ما أدري وإني لسائل * أهمدان يحمى ضيمها أم يحابر أم الشرف الأعلى من أولاد حمير * بنو مالك أن تستمر المرائر أأوصى أبوهم بينهم أن تواصلوا * وأوصى أبوكم بينكم أن تدابروا * قال ويقال إن النجاشي قال هذه الأبيات وقرأت هذه القصة في كتاب آخر عن الأصبهاني عن أبي أحمد حبيب بن نصر المهلبي عن محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي بإسنادها نحوه وزاد بعد شعر شاعر
(٥٤)