كتاب أستخير الله فيه وأنظر ولم أعزم عليه فمكث يوما أو يومين ثم خرقه (1) ثم دعاني فقال ما ترى في داود بن سليمان فقلت هو غائب بقسطنطينة وأنت لا تدري أحي هو أو ميت قال يا رجاء فمن ترى قال فقلت رأيك يا أمير المؤمنين (2) الصحيح أن أيوب مات قبل أبيه سليمان فأما داود فبقي بعده أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه ثنا أبو محمد الكتاني أنا أبو (3) محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر نا ابن عائذ قال فحدثنا الوليد بن مسلم قال فحدثني بعض المشيخة أن سليمان بن عبد الملك في سنة ثمان وتسعين نزل بدابق وأغزا على صائفة الجزيرة عبد الله بن عمر بن الوليد وداود بن سليمان فافتتح حصن المرأة (4) وحصن الأحرب وكان مسلمة على حصار القسطنطينة في ذلك العام (5) أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ أبو القاسم بن جنيقا الدقاق نا إسماعيل بن علي الخطبي قال توفي أيوب في حياة أبيه سليمان وأراد سليمان أن يعقد العهد لابنه داود فمنعه من ذلك أنه كان ابن أمة وكان يكرهون ذلك ولا يولون إلا ابن منهم فعدل عنه (6) وبلغني أن داود هذا قتل يوم نهر أبي فطرس ولا أظنه بقي إلى ذلك الوقت والله أعلم
(١٥٥)