القوم أدخله الله الجنة قال فوالله ما قام منا أحد ثم قال هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة فما قام منا أحد ثم قال هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيقي في الجنة فما قام منا أحد فقال أبو بكر يا رسول الله ابعث حذيفة قال حذيفة دونك فوالله ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا حذيفة قلت يا رسول الله بأبي وأمي أنت والله ما بي أن اقتل ولكني أخشى أن أؤسر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انك لن تؤسر فقلت يا رسول الله مرني بما شئت فقال اذهب حتى تدخل في القوم فتأتي قريشا فتقول يا معشر قريش إنما يريد أناس أن يقولوا غدا أين قريش ابن قادة الناس أين رؤوس الناس تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل بكم ثم ائت كنانة فقل يا معشر كنانة إنما يريد الناس غذا أن يقولوا أين كنانة ابن رماة الحدق تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل بكم ثم ائت قيسا فقل يا معشر قيس إنما يريد الناس غذا أن يقولوا أين قيس ابن أحلاس الخيل أين فرسان الناس تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل فيكم ثم قال لي ولا تحدث في سلاحك شيئا قال حذيفة فذهبت فكنت بين ظهراني القوم أصطلي معهم على نيرانهم واذكر (1) لهم القول الذي قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أين قريش أين كنانة أين قيس حتى إذا كان وجه السحر قام أبو سفيان يدعو باللات والعزى ويشرك ثم قال نظر رجل من جليسه قال ومعي رجل يصطلي قال فوثبت عليه مخافة أن يأخذني فقلت من أنت قال أنا فلان قلت أولى فلما رأى أبو سفيان الصبح قال أبو سفيان نادوا أين قريش أين رؤوس الناس أين قادة الناس تقدموا قالوا هذه المقالة التي آتينا بها البارحة ثم قال أين كنانة أين رماة الحدق (2) تقدموا فقالوا هذه المقالة التي آتينا بها البارحة ثم قال أين قيس أين فرسان الناس أين أحلاس الخيل تقدموا فقالوا هذه المقالة التي آتينا بها البارحة قال فخافوا وتخاذلوا فبعث الله تعالى عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا أناء إلا أكفته وتنادوا بالرحيل (3)
(٢٨١)