تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ١١ - الصفحة ٤١٧
أبي هشام وكان الحارث شاعرا كثير الشعر وهو الذي يقول (1) من كان يسأل عن أيمنزلنا * فال أقحوانة (2) منا منزل قمن (3) إذ تلبس (4) العيش غضا لا يكدره * قول الوشاة ولا ينبو به الزمن إذا الجبان (5) حبا ممن يسر به * والحج داج به مغرورق (6) ثكن الأقحوانة ما بين ميمون إلى بئر ابن هشام وكان يزيد بن معاوية استعمله على مكة وابن الزبير يومئذ بها قيل أن ينصب يزيد الحرب (7) لابن الزبير فمنعه ابن الزبير فلم يزل خ داره يصلي بمواليه وشيعته في جوف داره معتزلا لابن الزبير حتى ولي عبد الملك بن مروان وولاه مكة يعني الحارث ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما يحب فانصرف عنه قال (8) عطفت عليك النفس حتى كأنما * بكفيك بؤسي أول لديك نعيمها فما بي وإن أقصيتني من ضراعة * ولا افتقرت نفسي إلى من يسومها (10) وهو الذي يقول (11) كأني إذا مت لم أضطرب * بزين المخيلة أعطافيه ولم أسلب البيض أخبرنا أبو عبد الله (12) بن مصعب بن

(١) الأول والثاني في الأغاني ٣ / ٣٢٥ والاستيعاب ١ / 310 ونسبهما للحارث بن هشام والبيتان الأول والثالث في نسب قريش ص 313 والأول والثاني من أبيات في معجم البلدان بدون نسبة (الأقحوانة).
(2) الأقحوانة بالضم ثم السكون، موضع قرب مكة، قال الأصمعي: هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام.
(3) القمن: بالتحريك: الخليق والجدير، وبهامش الأغاني: ويحتمل أن يكون قمن في البيت بمعنى قريب.
(4) الأغاني والاستيعاب ومعجم البلدان: إذ نلبس العيش صفوا.
(5) في نسب قريش: إذا الحجاز خوى.
(6) بالأصل " معروف " والمثبت لاستقامة المعنى والوزن عن نسب قريش.
(7) البيتان في الأغاني 3 / 317 ونسب قريش ص 313.
(9) رسمها بالأصل: بليتك " كذا، والمثبت عن المصدرين السابقين.
(10) الأغاني: يضيمها.
(11) البيتان في نسب قريش ص 314.
(12) الخبر والشعر في الأغاني 3 / 330.
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»
الفهرست