تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ١١ - الصفحة ٣٧٨
أتيت (1) بصحبك تبغي القرى * لذي حفرة صخب هامها تبغي لي الذنب عند المبيت (2) * وحولك طئ وأنعامها فإنا (3) سنشبع أضيافنا * ويأتي المطي فنعتامها * وقال أيضا مثل قوله الأول وهو قوله ما تخاطب من رمة قد بليت * وأجنهم الليل فنوموا * قال وإذا ناقة صاحب القول تكوس (4) عقيرا فنحروها وباتوا يشتوون ويأكلون فقالوا والله لقد أضافنا حاتم حيا وميتا قال أبو مسكين عن ياسين بن بسطام قال حقق هذا الحديث عند العرب قول ابن دارة الغطفاني وأتى عدي بن حاتم ليمتدحه فقال له أخبرك بما لي فإن رضيت فقل قال فما مالك قال مايتا صائية (5) وعبد وأمة وفرس وسلاح فذلك كله لك إلا الفرس والسلاح فإنهما في سبيل الله تبارك وتعالى قال قد رضيت قال فقل فقال ابن دارة أبوك أبو سفانة الخير لم يزل * لدن شب حتى مات في الخير راغبا به تضرب المثال في الشعر ميتا وكان له إذا كان حيا مصاحبا قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به * ولم يقر قبر قبله الدهر راكبا * وأصبح القوم وأردفوا صاحبهم وساروا فإذا رجل ينوه بهم راكبا على جمل يقود آخر فقال أيكم أبو البختري قال أنا قال إن حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك وأمرني أن أحملك وهذا بعير فخذه فدفعه إليه انتهى

(1) البيت في الديوان:
فماذا أردت إلى رمة * بدوية، صخب هامها (2) الديوان والأغاني: تبغي أذاها وإعسارها.
(3) الديوان:
وإنا لنطعم أضيافنا * من الكوم بالسيف نعتاها (4) تكوس، يقال: كأس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب (اللسان: كوس).
(4 تكوس، يقال: كأس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب (اللسان: كوس).
(5) صائية: الصائي هو كل مال من الحيوان مثل الرقيق والدواب (اللسان: صأي).
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست