وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخلصك إذا جاثاك (1) للخصومة في أمته أما والله لا تنجو هناك إلا بحجة تضمن لك النجاة فأفق (2) على نفسك أو دع فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) [* * * *] فاستوى عبد الملك جالسا وكان متكئا فقال كذبت لعمر الله ومقت (3) ولؤمت في ما جئت به قد ظن بك الحجاج ما لم يجده فيك وربما ظن الخير بغير أهله قم فأنت الكاذب المائن الحاسد قال فقمت والله ما أبصر طريقا فلما خلفت الستر لحقني لاحق من قبله فقال للحاجب احبس هذا و (4) أدخل أبا محمد الحجاج فلبثت مليا لا أشك أنهما في أمري ثم خرج الاذن فقال قم يا ابن طلحة فادخل فلما كشف لي الستر لقيني الحجاج وأنا داخل وهو خارج فاعتقني وقبل ما بين عيني ثم قال إذا جزى الله المتآخيين خيرا (5) بفضل تواصلهما فجزاك الله أفضل ما جزى به أخا فوالله لئن سلمت لك لأرفعن ناظرك ولأعلين كعبك ولأتبعن الرجال غبار قدميك قال فقلت يهزأ بي فلما وصلت إلي عبد الملك أدناني حتى أجلسني في مجلسي الأول ثم قال يا ابن طلحة لعل أحد من الناس شاركك في نصيحتك قال قلت لا والله ولا أعلم أحدا كان أظهر عندي معروفا ولا أوضح (6) يدا من الحجاج ولو كنت محابيا أحدا بديني لكان هو ولكني آثرت الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين فقال قد علمت أنك آثرت الله عز وجل ورسوله ولو أردت الدنيا لكان لك في الحجاج أمل وقد أزلت الحجاج عن الحرمين لما كرهت من ولايته عليهما وأعلمته أنك استنزلتني له عنهما استصغارا (7) لهما ووليته العراقين لما هناك من الأمور التي لا يرخصها (8) إلا مثله
(١٤٤)