محمد بن علي بن الفتح الحربي (1) نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ أنا أبو بكر العبدي قال كتب إلي أبو حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي عن أبي إبراهيم اليماني قال خرجت مع إبراهيم بن أدهم من صور نريد قيسارية (2) فلما كان ببعض الطريق مررنا بمواضع كثيرة الحطب فقال إن شئتم بتنا في هذا الموضع فأوقدنا من هذا الحطب فقلنا ذلك إليك يا أبا إسحاق قال فأخرجنا زندا كان معنا فقدحنا وأوقدنا تلك النار فوقع منها جمر كبار قال فقلنا لو كان لنا لحم نشويه على هذه النار قال فقال إبراهيم ما أقدر الله أن يرزقكم ثم قام فتمسح للصلاة فاستقبل القبلة فبينما نحن كذلك إذ سمعنا جلبة شديدة مقبلة نحونا فابتدرنا إلى البحر فدخل كل إنسان منا في الماء إلى حيث أمكنه ثم خرج ثور وحش يكره أسد فلما صار عند النار طرحه فانصرف إبراهيم بن أدهم فقال له يا أبا الحارث (3) تنح عنه فلن يقدر لك رزق فتنحى ودعانا وأخرجنا سكينا كان معنا فذبحناه واشتوينا منه بقية ليلتنا أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أبو القاسم قال (4) سمعت محمد بن الحسين يقول سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت أبا سعدان (5) الباهراني يقول سمعت حذيفة المرعشي وقد خدم إبراهيم بن أدهم وصحبه فقيل (6) له ما أعجب ما رأيت منه فقال بقينا في طريق مكة أياما لم نجد طعاما ثم دخلنا الكوفة فأومأ إلى مسجد خراب فنظر إلي إبراهيم وقال يا حذيفة أرى بك الجوع فقلت هو ما رأى الشيخ فقال علي بداوة وقرطاس فجئت به فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أنت المقصود إليه بكل حال والمشار إليه بكل معنى أنا حامد (7) أنا شاكر أنا ذاكر * أنا جائع أنا نائع (8) أنا عاري
(٣٢٩)