المركب هات الكراء قال أعطيك أمامك قال فأرسينا إلى جزيرة قال فخرج فتبعته من الموضع فجعلت أنظر إليه من حيث لا يراني قال فسأل الله فدعا فرأيت حوله من الدنانير كثيرة قال فأخذ دينارين وترك الباقي قال ثم رجعنا إلى المركب قال وثارت ريح عاصف خشي أهل المركب الغرق قالوا لإبراهيم لو دعوت الله معنا قال اللهم قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك قال فسكنت الأمواج وهدأت الريح وسار المركب أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن بن السمسار حدثني أبي موسى بن الحسين نا محمد بن رشيد البغدادي نا سهل بن صاعد نا أحمد بن إبراهيم نا خلف بن تميم الكوفي قال كنا مع إبراهيم بن أدهم في مركب في البحر فخرج علينا العدو فرمى إبراهيم هو ورجل آخر أنفسهما إلى البحر يعني نحو العدو فانهزم العدو أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا أبو محمد بن حيان (2) نا محمد بن أحمد بن سليمان حدثني عصام بن رواد قال سمعت عيسى بن حازم (3) يقول كان إبراهيم بن أدهم إذ عزا اشترط على رفقائه الخدمة والأذان فأتاه رفقاؤه يوما فقالوا يا أبا إسحاق إنقد عزمنا الغزو (4) ولو علمنا أنك تأكل من متاعنا لسررنا بذلك فقال (5) أرجو أن يصنع الله ثم قال أستقرض من فلان لا تخف عليه فلان مر بي ثم خر ساجدا وصب دموعه على خديه ثم قال وا شؤماه (6) العبيد وتركت مولاهم فأحسن ما يقول العبد إنما دفع إلى مولاه مالا فإن أمرني أن أعطيك فعلت فأرجع إلى المولى بعدما بذلت وجهي إلى العبيد أليس يقول المولى أحق مني كان أحق أن تطلب مني (7) لا من غيري وا شؤماه (6) ثم خرج إلى الساحل
(٣٢٥)