تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ١٩٦
فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى فقالت يا ابن أبي قحافة لعلك مصبئ صاحبنا فمدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزوج إليك قال أبو بكر للمطعم بن عدي أقول هذه تقول قال إنها تقول (1) ذلك فخرج من عنده وقد اذهب الله تعالى ما كان في نفسه من عدته التي وعده (2) فرجع فقال لخولة ادعي لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سنين ثم خرجت فدخلت على سودة ابنة زمعة فقالت ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة قالت وما ذاك قالت أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخطبك عليه قالت وددت أدخلي (3) إلى أبي فاذكري ذلك (4) له وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فحييته تحية الجاهلية فقال من هذه قالت خولة ابنة حكيم قال فما شأنك قالت أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة قال كفي كريم ما (5) تقول صاحبتك قالت تحب ذاك قال ادعيها لي فدعتها قال أي بنية إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك قالت (6) وهو كفي كريم أتحبين أن أزوجك (7) قالت نعم قال ادعيه لي فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليه فزوجها إياه فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي في رأسه التراب فقال بعد أن أسلم لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سودة ابنة زمعة قالت عائشة فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السنح (8) قالت فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء فجاءت إلي أمي وإني لفي أرجوحة بين عذقين يرجح بي فأنزلتني من الأرجوحة ولي

(1) الزيادة عن المسند وخع.
(2) عن خع وبالأصل " وعد ".
(3) عن المسند، وبالأصل وخع " ادخل ".
(4) عن مسند وبالأصل وخع " ذلك ".
(5) في خع: " ماذا تقول.
(6) كذا بالأصل وخع، وهذه اللقطة سقطت من المسند، والقول التالي من كلام والدها وليس من كلام سودة.
(7) في المسند: أزواجك به.
(8) السنح: من محال المدينة، كان فهيا منزل أبي بكر (ياقوت).
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480