ليشنع بذلك على الأمين وكانت هذه القليلة في محراب الصحابة فلما ذهبت جعل موضعها برنية (1) من زجاج رأيتها ثم انكسرت بعد فلم يجعل في مكانها شئ أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وعبد الكريم قالا أنبأنا عبد العزيز أنبأنا تمام وعبد الوهاب قال أنبأنا أحمد بن محمد بن المعلى نا تمام وأخبرني يحيى بن عبد الله أنبأنا عبد الرحمن (2) بن عمر أنبأنا ابن المعلى قال كنا نستر مسجد دمشق في الشتاء بلبود أحسبه (3) قال في عهد الوليد فدخلته الريح فهزته فثار الناس فخرقوا اللبود قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنبأنا تمام الرازي أنبأنا ابن البرامي قال سمعت أبا مروان عبد الرحيم وهو ابن عمر المازني يقول لما كان في أيام الوليد بن عبد الملك وبنائه المسجد احتفروا فيه موضعا فوجدوا بابا من حجارة مغلقا فلم يفتحوه وأعلموا به الوليد فخرج من داره حتى وقف بين يديه فإذا دخله مغارة فيها تمثال إنسان من حجارة على فرس من حجارة في يد التمثال الواحدة الدرة التي كانت في المحراب وفي يده الأخرى (4) فأس (5) بها فكسرت فغذا فيها حبتان حبة قمح وحبة شعير فسأل عن ذلك فقيل له لو تركت اللف لم تكسره لم يسوس (6) في هذه البلدة قمح ولا شعير رواه عبد العزيز مرة أخرى فقال مقبوضة (7) وهو الصواب أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المدني قال وحدثني الشيخ أحمد الحافظ الوراق قال وكان قد عمر مائة سنة قال سمعت بعض الشيوخ يقول إنه لما دخل المسلمون دمشق وقت فتحها فوجدوا على العمود
(٢٧٩)