الروم عليهم رجل منهم يريدون الوفد إلى أمير المؤمنين فكتب إليه أن وجههم (1) إلي ووجه معهم عشرة من المسلمين عليهم رجل منهم كلهم يحسن الكلام (2) بالرومية ولا يعلمونهم بذلك حتى يحملوا إلي كلامهم فساروا حتى نزلوا دمشق خارج باب البريد فسأل الروم رئيس العشرة من المسلمين أن يستأذن لهم الوالي (3) في دخول المسجد فأذن لهم فمروا في الصحن حتى دخلوا من الباب الذي يواجه القبة فكان أول ما استقبلوا المقام ثم رفعوا رؤوسهم إلى القبة فخر رئيسهم مغشيا عليه فحمل إلى منزله فقام ما شاء الله أن يقيم ثم أفاق فقالوا له بالرومية ما قصتك عهدنا بك من الرومية (4) وما ننكرك (5) وصحبتنا في طريقنا فما أنكرناك فما الذي عرض لك حين دخلت هذا المسجد قال إنا معشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل فلما رأيت ما بنوا علمت أن لهم مدة سيبلغونها (6) فلذلك أصابني الذي أصابني فلما قدموا على عمر أخبروه بما سمعوا منه فقال عمر ألا أرى مسجد دمشق غيظا على الكفار فترك ما كان هم به من أمره رواه محمد بن عبيدة بن فياض عن صفوان بن صالح بإسناده وقال فيه فدخلوا عليه ومعهم فتى من ولد خالد بن عبد الله القسري وهو وهم وقال أبو زرعة حدثني أحمد بن إبراهيم بن هشام حدثنا أبي عن أبيه عن جده (8) قال لما استخلف عمر بن عبد العزيز أراد أن يجرد ما في قبلة مسجد (9) دمشق
(٢٧٦)