تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ٢٤٠
دمشق وجدوا في حائط المسجد القبلي لوحا من حجر فيه كتاب نقش فأتوا به الوليد فبعث إلى الروم فلم يستخرجوه ثم بعث إلى العبرانيين فلم يستخرجوه ثم بعث إلى مكان (1) بدمشق من بقية الأشنان (2) فلم يستخرجوه فدل على وهب بن منبه فبعث إليه فلما قدم عليه أخبره بموضع ذلك اللوح فوجدوه في ذلك الحائط ويقال ذلك الحائط بناء (3) هود النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما نظر إليه وهب وحرك (4) رأسه وقرأه فإذا هو بسم الله الرحمن الرحيم ابن آدم لو رأيت (5) يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طويل ما ترجو من أملك وإنما تلقى ندمك لقد زلت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك وانصرف عنك الحبيب وودعك القريب ثم صرت تدعا فلا تجيب فلا أنت إلى أهلك عائد ولا في عملك زائد فاعمل لنفسك قبل يوم القيامة وقبل الحسرة والندامة وقبل أن يحل بك أجلك وتنزع منك روحك فلا ينفعك مال جمعته ولا ولد ولدته ولا أخ تركته ثم تصير إلى برزخ الثرى ومجاورة المولى فاغتنم الحياة قبل الموت والقوة قبل الضعف والصحة قبل السقم قبل أن تؤخذ بالكظم (7) ويحال بينك وبين العمل وكتب في زمان سليمان ابن داود عليهما السلام (8) أخبرنا أبو الفضائل بن محمود أنبأنا علي بن أحمد بن زهير أنبأنا علي بن شجاع أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر أنبأنا محمد بن عبد الله

(1) كذا بالأصل وخع، وفي مختصر ابن منظور 1 / 256 " من كان ".
(2) لأصل وخع وفي مختصر ابن منظور: الأشبال.
(3) لأصل وخع ومختصر ابن منظور، وفي المطبوعة 2 / 9: " من بناء ".
(4) الأصل وخع " وحرك " وفي مختصر ابن منظور: حرك بدون واو.
(5) في مروج الذهب 3 / 193 " لو عاينت ما بقي من يسير أجلك. " وفي الأصل وخع: " يسر " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) بالأصل: " مالا... ولدا " والصواب ما أثبت.
(7) الكظم: مخرج النفس من الحلق.
(8) الكتاب في مروج الذهب 3 / 193 باختلاف بعض ألفاظه وتعابيره، وعقب المسعودي بعد إيراد نصه:
فأمر الوليد أن يكتب بالذهب على الأزورد في حائط المسجد: ربنا الله لا نعبد إلا الله، أمر ببناء هذا المسجد، وهدم الكنيسة التي كانت فيه، عبد الله الوليد أمير المؤمنين في ذي الحجة سنة سبع وثمانين.
وهذا الكلام مكتوب بالذهب في مسجد دمشق إلى وقتنا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410