تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ١٥٤
قالوا وحمل عليهم خالد بن الوليد على الميسرة التي دخلت العسكر واضطربت ميمنة المسلمين إلى القلب فصارت الميمنة والقلب شيئا واحدا فقتل هو وخيله نحوا من ستة آلاف ودخل سائرهم بيوت المسلمين في العسكر مجرحين وخرج خالد بن الوليد في خيله يطرد (1) من كان من الروم قريبا من العسكر حتى إذا أرادوا أن يمكروا به نادى عند ذلك يا أهل الإسلام لم يبق عند القوم من الجلد والقتال إلا ما رأيتم الشدة الشدة فوالذي نفسي بيده إني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم قالوا فاعترض صفوف (2) الروم وأن في جانبه الذي يستقبل لمائة ألف من الروم فحمل عليهم وما هو إلا في نحو من ألف فارس قالوا فوالله ما بلغتهم الحملة حتى فض (3) الله جمعهم وشد المسلمون على من يليهم من رحالهم فانكشفوا وأتبعهم المسلمون ما يمتنعون من قبل ميمنتهم ولا ميسرتهم (4) قالوا ثم إن خالد انتهى في تلك الحملة إلى الذربيجان وقد قال لأصحابه لفوني في الثياب فلف في الثياب وقال وددت أن الله كان عافاني من حرب هؤلاء القوم فلم أرهم ولم يروني ولم أنصر عليهم ولم ينتصروا علي وهذا يوم شر ولم يقاتل حتى غشيه القوم فقتلوه قالوا وقال أيضا قناطر وهو في ميمنة الروم لجرحين (5) صاحب أرمينية احمل فقال له أنت تأمرني أن أحمل وأنا أمير مثلك فقال له قناطر أنت أمير وأنا أمير وأنا فوقك وقد أمرت بطاعتي فاختلفا ثم إن قناطر حمل حملة شديدة على كنانة وقيس وخثعم وجذام وقضاعة وعاملة وغسان وهم فيما بين ميسرة المسلمين إلى القلب فكشفوا المسلمين وزالت الميسرة عن مصافها وثبت أهل الرايات وأهل الحفايظ فقاتلوا وركبت الروم أكتاف من انهزم حتى دخلوا معهم العسكر قال فاستقبلهم نساء المسلمين بعمد الفساطيط يضربون بها وجوههم ويرمونهم بالحجارة ويقلن (6) أين أين عز الإسلام والأمهات والأزواج (7) قال فيعطف هؤلاء الذين انهزموا إلى المسلمين

(1) عن خع وبالأصل " يصرد " وفي ابن حبيش: " يكرد " بمعني يطر.
(2) عن خع وبالأصل " صفوان ".
(3) عن مختصر ابن منظور 1 / 219 وبالأصل " قبض " ومثله خع.
(4) زيادة عن خع.
(5) كذا بالأصل وخع ومختصر ابن منظور، وفي ابن حبيش: جرجير.
(6) عن خع وبالأصل: ويقولون.
(7) كذا بالأصول، وفي المطبوعة: والأرواح.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410