تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ١٥٦
بالجهاد والنصيحة فاتق الله يا بني والزم (1) في أمرك ولا يكونن أحد من إخوانك بأرغب في الأجر والصبر في الحرب ولا أجرأ على عدو الإسلام منك قال أفعل فقاتل يومئذ في الجانب الذي كان فيه واقفا قتالا شديدا وكان مما يلي القلب قالوا وشد طرف من الروم على عمرو بن العاص فانكشف هو وأصحابه حتى دخلوا أول العسكر وهم في ذلك يقاتلون ويشدون ولم ينهزموا هزيمة ولوا فيها الظهر قال فنزلن (2) النساء بعمدهن من التل فضربن وجوه الرجال ونادت الناس أم حبيبة ابنة العاص (3) فقالت قبح الله رجلا يفر عن حليلته وقبح الله رجلا يفر من كريمته قالوا وسمع نسوة من النساء المسلمين يقلن فلستم بعولتنا إن لم تمنعونا قال فتراد المسلمون وزحف عمرو وأصحابه حتى عادوا إلى قريب من موقفهم قالوا وقاتل أيضا شرحبيل بن حسنة في ربعه الذي كان فيه فكان وسطا من الناس إلى جنب سعيد بن زيد وانكشف عنه أصحابه فثبت وهو يقول " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم " (4) إلى آخر الآية أين الشارون أنفسهم لله ابتغاء مرضاة الله وأين المشتاقون إلى جوار الله في داره قالوا فرجع إليه ناس كثير وبقي القلب لم ينكشف أهله لمكان الذي كان فيه سعيد بن زيد قالوا وكان أبو عبيدة من وراء ظهره ردءا له وللمسلمين قالوا فلما رأى قيس بن هبيرة خيل المسلمين وراء صفهم مما يلي ميسرة المسلمين وأن المسلمين قد دخلت ميسرتهم العسكر وأن الروم قد صمدت لهم اعترض الروم بخيله تلك ينتظر خيل خالد بن الوليد فعطف بهم إلى بعض ورجع المسلمون في آثارهم فقاتلوهم وحمل على من يليه من الروم وهو في ميمنة المسلمين حتى اضطروهم إلى صفوفهم قالوا فلما رأى خالد بن الوليد أن قيس بن هبيرة قد كشف من يليه وأن

(1) ابن حبيش: وأكرم.
(2) كذا.
(3) بالأصل: " ونادت الناس ابنة ابن العاص " والصواب عن ابن حبيش.
(4) سورة التوبة، الآية: 111.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410