جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها أو لا تدركوها الغوث الغوث فتجهزت قريش سراعا إما خارج وإما باعث مكانه رجلا وخرجت تريد العير ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء بينها وبين المدينة ثلاث ليال بعث عدى بن أبي الزغباء الجهني حليف بنى النجار وبسبس بن عمرو الجهني حليف بنى ساعدة قدامة إلى مكة فلما نزلا الوادي أناخ إلى تل قريب من الماء ثم أخذا شنا لهما يستسقيان فيه وعلى الماء إذ ذاك مجدي بن عمرو الجهني فسمع عبدي وبسبس جاريتين من جواري جهينة وهما يتلازمان فقالت الملزومة لصاحبتها غنما يأتي العير غدا أو بعد غد فأعمل لهم وأقضيك الذي على فقال مجدي صدقت وخلص بينهما فلما سمع بذلك عدى وبسبس ركبا راحلتيهما
(١٥٥)