التاريخ الصغير - البخاري - ج ١ - الصفحة ٦
" بردزبة " - ومعناه بالفارسية الزارع - كان فارسيا على دين قومه، ثم أسلم ابنه المغيرة على يد اليمان الجعفي والبخاري، ومن هنا جاءت نسبتهم إلى الجعفيين نسبة ولاء، عملا بمذهب من يقول: إن من أسلم على يدي شخص كان ولاؤه له، ومن ثم كانت هذه النسبة التي لصقت بالأسرة فلم تفارقها بعد ذلك، والتي تشير إلى مدى اعتزازهم بتحولهم إلى دين الاسلام واعتناقهم له، وفخرهم بمن هداهم إليه.
هذا ما كان من أمر المغيرة، أما ابنه إبراهيم فلم يقف المؤرخون على شئ من أخباره، وإنما يذكرون أن إسماعيل - والد الامام - كان ذا مال وفير، وأنه اشتغل بعلم الحديث، وعنى به.
ولعل هذا الاتجاه من الأب جاء متأخرا، فلم يحقق له مكانا مرموقا بين المحدثين، وغالب الظن أن اشتغاله بإنما ثروته كان من الأسباب التي حالت بينه وبين التفرغ للطلب.
وإن كان اشتغال الأب بالعلم يسيرا إلا أن يدل دلالة واضحة على عمق الايمان، وشدة التقوى، وتوقير العلم والعلماء، صاحب ذلك أملا رجا أن يتحقق له، بأن يدفع بأحد أبنائه إلى هذه الساحة الكريمة، يؤكد هذا الفهم اشتغال ابنه محمد بحفظ الحديث وهو في العاشرة من عمره، أو دون ذلك بقليل.
وقد ترجم البخاري لأبيه في التاريخ الكبير (342 / 1)، وذكر أنه يلقب بأبي الحسن، وأنه رأى حماد بن زيد، وصافح ابن المبارك بكلتا يديه وأنه سمع مالكا.
كما ترجم له ابن حبان في كتاب الثقات بين رجال الطبقة الرابعة، وذكر أنه روى عن العراقيين.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»