فنقول إن من جملة طرق انتشار التأليف في تلك الأيام أن التلميذ كان يكتب عن الشيخ وهو يملي عليه، أو يسأله التلميذ في بعض الأحيان فيجيبه الشيخ من حفظه أو من كتابه فينتشر الكتاب من طريق التلميذ، وبهذه الطريقة وصلت إلينا أكثر كتب السلف.
وبهذه الطريقة نفسها نقل عبد الله عن أبيه هذا الكتب، ثم زاد فيه زيادات، وهذا لا يعني أنه لم يكن عند الامام كتاب أو تأليف منه في هذا الموضوع. فالذي نتصوره أنه كان عنده كتاب في العلل ومعرفة الرجال بخط يده كالمسند وغيره فأملى بعضه على عبد الله وبعضه سأله عبد الله فأجابه بحفظه أو من كتابه في بعض الأحيان.
وتدل عليه تلك الروايات الكثيرة التي يقول فيها عبد الله أملى علي أبي، ويقول في بعضها: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعها، فالتي لم يمل عليه والتي وجدها في كتاب أبيه ألحقتها فيما بعد بالكتاب.
وعلى كل حال يثبت لدينا وجود كتاب في موضوع العلل وأحوال الرجال من تأليفات الإمام أحمد أخذه عنه ابنه عبد الله قراءة وإملاء ووجادة وأدخل فيه زيادات عن شيوخه غير أبيه.
ومن جملة من ذكروا كتاب العلل للامام:
1 - فمن أقدمهم فيما اطلعت، العقيلي محمد بن عمر بن موسى بن حماد (ت 322) في كتابه الضعفاء حيث قال:
قرأت على عبد الله بن أحمد كتاب العلل عن أبيه فرأيت فيه حكايات كثيرة عن أبيه عن علي بن عبد الله (يعني ابن المديني) ثم قد ضرب على اسمه وكتب فوقه " حدثنا رجل " ثم ضرب على الحديث كله، فسألت