أبو ذويب اسمه خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد أبو ذؤيب الهذلي الشاعر قال الذهبي: أدرك الجاهلية وأسلم في خلافة أبي بكر وكان - اشعر هذيل - وكانت هذيل اشعر العرب، توفي غازيا بأفريقية في خلافة عثمان وقد شهد سقيفة بني ساعده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم (1) وحديثه ما رواه الحافظ ابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر كلهم من طريق محمد بن إسحاق بن يسار قال: حدثني أبو الآكام الهذلي، عن الهرماس بن صعصعة الهذلي، عن أبيه، إن أبا ذويب الشاعر حدثه قال:
بلغنا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حزنا وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فظلت تقاسي طولها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف وهو يقول:
خطب أجل أناخ بالاسلام * بين النخيل ومعقد الآطام قبض النبي محمد صلى الله عليه وسلم فعيوننا * تذري الدموع عليه بالتسجام قال أبو ذؤيب، فوثبت من نومي فزعا فنظرت إلى السماء فلم الا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحا يقع في الحرب وعلمت إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض وهو ميت من علة، فركبت ناقتي وسرت، فلما أصبحت طلبت شيئا ازجر به فعن لي شهيم يعني القنفذ وقد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوى عليه والشهيم يقضمها حتى اكلها فزجرت ذلك، فقلت الشهيم شئ مهم واستواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أولت اكل الشهيم إياها وغلبة القائم بعده على الامر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغابة فزجرت الطائر، فأخبرني بمماته ونعب غراب سانح فنعق بمثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي، وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كصحيح الحجاج إذا أهلوا بالاحرام، فقلت: مه؟ قالوا: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا، فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجا، وقيل:
هو مسجى وقد خلا به أهله، فقلت: " أين الناس؟ فقيل:
" في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار، فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة من الجراح وسالما وجماعة من قريش ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة بن دليم وفيهم شعراء وهم حسان ابن ثابت وكعب بن مالك وملاء منهم، فأويت إلى قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب وأكثر والصواب، وتكلم أبو بكر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم موضع فصل الخصام " والله!
تكلم بكلام لا يسمعه سامع الا انقاد له ومال إليه، ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه ومد يده فبايعه ورجع أبو بكر ورجعت معه قال أبو ذؤيب: " فشهدت الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وشهدت دفنه "