معجم الرجال والحديث - محمد حياة الأنصاري - ج ١ - الصفحة ٢٥
جارية بن قدامة جارية بن قدامة بن زهير أبو أيوب السعدي قال أبو أحمد العسكري: تميمي شريف لحق النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه ثم صحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكان شجاعا مقداما فاتكا. وذكره ابن سعد فيمن نزل البصرة (1) وقال أبو حاتم، له صحبة وكان من أصحاب علي في حروبه (2) حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي بن أبي طالب وشهد معه صفين وعنه الأحنف بن قيس التميمي والحسن البصري وعبد الملك ومن اخباره ما رواه ابن أبي الدنيا وعنه الحافظ المزي وقال: حدثني أبو عثمان القرشي وهو سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال:
قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية، ومع معاوية على سريره الأحنف بن قيس والحباب والمجاشعي، فقال له معاوية: من أنت؟ قال: جارية بن قدامة قال: وكان قليلا. قال: وما عسيت أن تكون، هل أنت إلا نحلته؟
قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين فقد شبهتني بها حامية اللسعة حلوة البساق. " والله! ما معوية إلا كلبة تعاوي الكلاب، وما أمية إلا تصغير أمة ".
قال معاوية: لا تفعل. قال: انك فعلك قال: ادن فأجلس معي على السرير قال: لا. قال: لم؟ قال:
رأيت هذين قد أماطاني عن مجلسك، فلم أكن لأشركهما قال:
ادن أسارك فدنا، قال: إني اشتريت من هذين دينهما، قال: ومني فاشتر يا أمير المؤمنين؟ قال: لا تجهر.
(ومن وجه آخر) قال: وفد الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة والحباب بن يزيد المجاشعي على معاوية، فقال لجارية: يا جارية!
أنت الساعي مع علي بن أبي طالب والموقد النار في شعلك تجوس قرى عربية تسفك دمائهم؟ قال جارية: يا معاوية:
دع عنك عليا، فما أبغضنا عليا مذ أحببناه ولا غششناه مذ نصحتنا قال: ويحك يا جارية! ما كان أهونك على أهلك إذ سموك جارية؟ قال: " أنت يا معاوية كنت أهون على أهلك إذ سموك معاوية "؟
قال: لا أم لك قال: أم ما ولدتني، ان قوائم السيوف التي لقيناك بها بصفين في أيدينا قال: انك لتهددني قال: انك لم تملكنا قسرة، ولم تفتحنا عنوة ولكن أعطيتنا عهودا ومواثيق، فان وفيت لنا وفينا لك وان نزعت إلى غير ذلك فقد تركنا ورائنا رجالا مدادا وأذرعا شدادا وأسنة حدادا فان بسطت إلينا فترا من غدر دلفنا إليك بباع من ختر. قال معاوية: لأكثر الله في الناس أمثالك قال: قل معروفا فقد بلونا قريشا فوجدناك أو رآها زندا فأرعنا رويدا، فان شر الرعاء الخطبة. (3)

(1) " الاستيعاب " (1 / 247) (2) " الإصابة " (1 / 219) و " أسد الغابة " (1 / 263) (3) والخبر رواه الحافظ جمال الدين المزي في " تهذيب الكمال " (4 / 482) برقم / 886 ونسبه إلى ابن أبي الدنيا
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»