عامر بن شراحيل من رجال الصحاح الستة عامر بن شراحيل بن معبد الكوفي الحميري أبو عمرو الشعبي مات سنة (103 ه) ولد سنة (19 ه) لست سنين مضت من خلافة عمر علي المشهور، و أدرك خمسمائة من الصحابة، وقال مكحول: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الشعبي وقال ابن عون: كان الشعبي يحدث بالمعني. وقال أبو مخلد: ما رأيت أفقه من الشعبي (1) حدث عن علي بن أبي طالب وجابر بن عبد الله وأم سلمة وجابر ابن سمرة وحبشي بن جنادة وجابر بن سمرة وزيد بن ثابت وجماعة وعنه سلمة بن كهيل والأعمش والثوري وعبد الله بن بريدة و مجالد بن سعيد وسماك بن حرب وزبيد اليامي وجماعة من السلف وحديثه ما رواه ابن سعد وأبو بكر البيهقي وقال ابن سعد: أخبرنا عبد الله بن نمير، حدثنا إسماعيل، عن عامر قال: جاء أبو بكر إلي فاطمة الزهراء عليها السلام حين مرضت فاستأذن فقال: هذا أبو بكر على الباب، فإن شئت أن تأذني له " قالت:
وذلك أحب إليك؟ قال: نعم.
فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه " (2) وقال أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور، ثنا أبو ضمرة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة الزهراء عليها السلام أتاها أبو بكر فاستأذن عليها فقال علي كرم الله وجيه: يا فاطمة: هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت:
أتحب أن آذن له؟ قال: نعم. فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال: والله! ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت ". (3) هذا الخبر ضعيف من حديث المتن ومنقطع من حيث الاسناد، لان مداره في جميع الاسناد على عامر الشعبي ولد سنة تسعة عشر وقد مضت قضيته فدك في سنة إحدى عشر من الهجرة قبل عن مولده تسع سنين، و هذا مرسل من هذا الوجه، وأما مراسيله ليست بحجة مطلقا لا سيما ما عارضه الصحيحين ومع ذلك فيه ضعف لأنه معارض لأحاديث الصحيحين، وقد أخرجاه بالأسانيد الصحيحة المتصلة من حديث عائشة أم المؤمنين ان فاطمة الزهراء سلام الله عليها غضبت على أبي بكر إلى إن ماتت وكما يأتي في ترجمة عبد العزيز بن عبد الله وقد ثبت بالأصول ان الحديث الصحيح لا تؤثر يه مخالفة الضعيف. ولنا ما قال ابن كثير وغيره وهذا اسناد جيد قوى قلت: هذا خطأ فاحش من ابن كثير لأنه لا يلزم من صحة الاسناد على صحته المتن إذ قد يكون شاذ أو معللا وفي رواية الشعبي علتان الأولى مخالفة الصحيح والثانية الانقطاع.