كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٤٤٨
قلنا: أولا إن ورود هؤلاء في طريق هذه الرواية لا يدل على أن المراد من العدة عن البرقي في جميع الموارد هم المذكورون هنا، بل يدل على أن الوارد في طريق هذه الرواية، غير الذين اشتهروا بعنوان العدة عن البرقي فيما حكاه العلامة. وبعبارة أخرى: إن السبب لذكر أسامي أفراد العدة في هذا الطريق هو التنبيه على أن المراد من العدة هنا، غير المراد من العدة في الروايات الاخر عن البرقي.
ثانيا ما أفاده المحقق التستري وأجاد في إفادته بأن المنقول لا ينبغي أن يعتمد عليه، لأنه نقل عن نسخة مختلطة الحواشي بالمتن. والصحيح ما نقله الحر العاملي في " الوسائل " وموجود في أكثر نسخ الكافي وهو: " عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد " (1).
هذا، والذي يسهل الخطب هو أن المذكورين بعنوان العدة في طرق الكليني هم مشايخ إجازته إلى كتب رواة كابن البرقي، وسهل بن زياد، وابن عيسى، والبزنطي، وسعد بن عبد الله وغيرهم من أصحاب المنصفات والكتب (2)، كما صرح بذلك العلامة النوري في خاتمة كتاب المستدرك (3).
وحيث إن أكثر هذه الكتب والمؤلفات معلومة الانتساب إلى مؤلفيها، وقد رام الكليني من ذكر العدة إكثار الطريق إلى الكتب المذكورة فقط وقد عرفت

(١) راجع الكافي: ج ٦، الصفحة ١٨٣، كتاب العتق، باب الملوك بين شركاء، الحديث ٥، الوسائل، ج ١٦، الصفحة ٢٢ الحديث ٥.
(٢) حكى النجاشي، في ترجمة أحمد بن عدة من أصحابنا عيسى عن أستاذه أبي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي انه قال: " أخبرنا بها اي بكتب أحمد بن محمد أبو الحسن بن داود عن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم ومحمد بن يحيى وعلي بن موسى بن جعفر وداود بن كورة وأحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى بكتبه " (فهرس النجاشي: الصفحة ٨٢، ذيل الرقم ١٩٨). وهؤلاء هم المذكورون بعنوان العدة عن ابن عيسى. وفي هذا تصريح بأنهم كانوا طرق الكليني إلى كتب ابن عيسى.
(٣) مستدرك الوسائل: ج ٣، الصفحة 542.
(٤٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 ... » »»
الفهرست