كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ١٣٩
إن الجوامع المذكورة مع أهميتها وعظمتها، فاقدة لبعض ما يهم المستنبط والفقيه في تحصيل حجية الخبر وعدمها، فإنها وإن كانت توقفنا على وثاقة الراوي وضعفه إجمالا، غير أنها لا تفي ببعض ما يجب على المستنبط تحصيله وإليك بيانه:
1 إن هذه الخطة التي رسمها القدماء وتبعها المتأخرون، مع أهميتها وجلالتها، لا تخرج عن إطار التقليد لائمة علم الرجال في التعرف على وثاقة الراوي وضعفه وقليل من سائر أحواله، مما ترجع إلى شخصيته الحديثية، وليس طريقا مباشريا للمؤلف الرجالي، فضلا عمن يرجع إليه ويطالعه، للتعرف على أحوال الراوي، بأن يلمس بفهمه وذكائه ويقف مباشرة على كل ما يرجع إلى الراوي من حيث الطبقة والعصر أولا، ومدى الضبط والاتقان ثانيا، وكمية رواياته كثرة وقلة ثالثا، ومقدار فضله وعلمه وكماله رابعا، وهذا بخلاف ما رسمه الأساتذة المتأخرون وخططوه، فإن العالم الرجالي فيه يقف بطريق مباشري دون تقليد، على هذه الأمور وأشباهها.
وإن شئت قلت: إن هذه الكتب المؤلفة حول الرجال، تستمد من قول أئمة الفن في جرح الرواة وتعديلهم، وبالأخص تتبع مؤلفي الأصول الخمسة، التي نبهنا بأسمائهم وكتبهم فيما سبق، فقول هؤلاء ومن عاصرهم أو تأخر عنهم
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست