قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ١٦
أبا الحسن الرضا (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك! ما فعل أبوك؟ قال: مضى كما مضى آباؤه، قلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير: أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: إن جاءكم من يخبر أن ابني هذا مات وكفن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا به؟ قال: كذب أبو بصير، ليس هكذا حديثه.
وعن أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي، عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل ابن عباد البصري، عن علي بن محمد بن القاسم الحذاء الكوفي، قال: خرجت من المدينة فلما جزت حيطانها مقبلا نحو العراق فإذا أنا برجل على بغل له أشهب يعترض الطريق، فقلت لبعض من كان معي: من هذا؟ فقال: ابن الرضا، فقصدت قصده فلما رآني أريده وقف لي، فانتهيت إليه لأسلم عليه، فمد يده علي فسلمت عليه وقبلتها، فقال: من أنت؟ قلت: بعض مواليك جعلت فداك! أنا محمد بن علي ابن القاسم، فقال: أما إن عمك كان ملتويا على الرضا (عليه السلام)؟ قال، قلت: جعلت فداك! رجع عن ذلك، فقال: إن كان رجع فلا بأس. واسم عمه يحيى بن القاسم الحذاء (1)، وأبو بصير هذا يحيى بن القاسم يكنى أبا محمد.
قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير هذا، هل كان متهما بالغلو؟ فقال: أما الغلو فلا، ولكن كان مخلطا (2).
وعن محكي كشف الغمة، عن إسحاق بن عمار، قال: أقبل أبو بصير مع أبي الحسن - يعني الكاظم (عليه السلام) - من المدينة يريد العراق، فنزل زبالة فدعا بعلي بن أبي حمزة البطائني - وكان تلميذا لأبي بصير - فجعل يوصيه بحضرة أبي بصير، فقال: " يا علي إذا صرنا إلى الكوفة تقدم في كذا " فغضب أبو بصير فخرج من عنده، فقال: " ما أرى هذا الرجل وأنا أصحبه منذ حين، ثم يتخطاني بحوائجه إلى بعض غلماني " فلما كان من الغد حم أبو بصير بزبالة، فدعا علي بن أبي حمزة، وقال:
أستغفر الله مما حل في صدري من مولاي من سوء ظني: أنه قد كان علم أني ميت

(1) كذا في تنقيح المقال أيضا، والموجود في الكشي: واسم عمه القاسم الحذاء.
(2) الكشي: 474 - 476.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»