قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٤٩١
إن لزياد أبيك عندي بلاء حسنا، وأنا أحب مكافأته به، فهل لك في خير؟ قال:
تشخص إلى الشام أنت وأهل بيتك سالمين بأموالكم، فإنه قد جاء حق من هو أحق من حقك وحق صاحبك، فقال: أدنوه مني، فأدنوه فضرب وجهه بقضيب كان في يده كسر أنفه وشق حاجبه ونثر لحم وجنته، وكسر القضيب على وجهه ورأسه (1).
قال المصنف، قال بحر العلوم: ما في روضة الصفاء وحبيب السير: إن هانيا قال لمسلم حين دخل عليه: " لقد أوقعتني في عناء وتكلف، ولو لا أنك دخلت داري لرددتك " لم أجده في غيرهما، وسائر الكتب المعتبرة خالية عنه.
قلت: بل رواه الطبري عن أبي مخنف، ومقتله أصح مقتل، وهذا نصه: لما دخل مسلم باب هاني فخرج إليه فكره مكانه حين رآه، فقال له مسلم: أتيتك لتجيرني وتضيفني، فقال: رحمك الله! لقد كلفتني شططا، ولو لا دخولك داري لأحببت لشأنك أن تخرج عني، غير أنه يأخذني من ذلك ذمام، وليس مردود مثلي عن مثلك عن جهل، أدخل... الخ (2). وذكره أبو الفرج الإصبهاني في مقاتله (3) وحاله معلوم. وذكره أبو حنيفة الدينوري في أخبار طواله، وهو من ثقات المؤرخين؛ وزاد: فأدخله دار نسائه وأفرد له ناحية منها (4).
قال، قال: ما قاله ابن أبي الحديد في شرح قوله (عليه السلام): " آلة الرئاسة سعة الصدر ": " إن أهل الكوفة وفدوا على معاوية حين خطب لابنه بالعهد بعدة وفيهم هاني، فقال يوما في مسجد دمشق والناس حوله: العجب لمعاوية! يريد أن يقسرنا على بيعة ابنه وحاله حاله، وما ذاك بكائن (إلى أن قال) ثم قال معاوية بعد أيام للوفد: ارفعوا حوائجكم، وهاني فيهم، فعرض عليه كتابا فيه ذكر حوائجه، فقال:
يا هاني ما صنعت شيئا! زد، فلم يدع حاجة عرضت له إلا ذكرها ثم عرض عليه الكتاب، فقال: أراك قصرت في ما طلبت! فقام هاني ولم يدع حاجة لقومه

(١) مروج الذهب: ٣ / ٥٧.
(٢) تاريخ الطبري: ٥ / ٣٦٢.
(٣) مقاتل الطالبيين: ٦٤.
(٤) الأخبار الطوال: ٢٣٣.
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»