قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٣١٦
في الإسلام! فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد، قال له ميثم: إنك تفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين (عليه السلام) فتقتل هذا الذي يقتلنا. فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله، فخلاه. وأمر بميثم أن يصلب، فأخرج، فقال له رجل: ما أغناك عن هذا يا ميثم؟ فتبسم وقال - وهو يومئ إلى النخلة - لها خلقت ولي غذيت؛ فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان والله يقول: إني مجاورك، فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، وكان أول خلق الله ألجم في الإسلام - وكان قتل ميثم (رحمه الله) قبل قدوم الحسين (عليه السلام) العراق بعشرة أيام - فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثم بالحربة فكبر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما (1).
ورواه ابن أبي الحديد عن كتاب غارات الثقفي مع زيادات، ومنها: وقد كان علي (عليه السلام) قد أطلعه على علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية، فكان ميثم يحدث ببعض ذلك، فيشك فيه قوم من أهل الكوفة، وينسبون عليا (عليه السلام) في ذلك إلى المخرفة والإيهام والتدليس (2).
وفي خلاصة العلامة: روى العقيقي: أن أبا جعفر (عليه السلام) كان يحبه حبا شديدا، وأنه كان مؤمنا شاكرا في الرخاء صابرا في البلاء.
وعده خبر رسائل الكليني في أصفياء أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).
وروى الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال: ما منع ميثم (رحمه الله) من التقية، فو الله! لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) (4).
هذا، ومر في " عبيد الله بن زياد " ما في خبر الكشي الرابع. ومر في " حجر بن

(١) الإرشاد: ١٧٠.
(٢) شرح نهج البلاغة: ٢ / ٢٩١.
(٣) لم يصل إلينا رسائل الكليني، وقد ذكره المفيد في الاختصاص: ٣.
(٤) الكافي: ٢ / 220.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»