قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٣١٢
الإسلام، فإذا كان اليوم الثالث فقلت: غابت الشمس أو لم تغب ابتدر منخراي دما على صدري ولحيتي؛ قال: فرصدناه فلما كان اليوم الثالث غابت الشمس أولم تغب ابتدر منخراه على صدره ولحيته دما، فاجتمعنا سبعة من التمارين فاتفقنا بحمله، فجئنا إليه ليلا والحراس يحرسونه وقد أوقدوا النار، فحالت النار بيننا وبينهم فاحتملناه بخشبته حتى انتهينا به إلى فيض - من ماء في مراد - فدفناه فيه ورمينا بخشبته في مراد في الخراب وأصبح فبعث الخيل فلم يجد شيئا. قال، وقال يوما: يا أبا حكيم! ترى هذا المكان ليس يؤدى فيه طسق - والطسق أداء الأجر - ولئن طالت بك الحياة لتؤدين طسق هذا المكان إلى رجل في دار الوليد ابن عقبة، يقال له: زرارة.
وعن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن يوسف بن عمران الميثمي، سمعت ميثما النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لي: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة مني؟ فقلت: يا أمير المؤمنين والله! لا أبرأ منك، قال: إذن والله! يقتلك ويصلبك، قلت: أصبر فذاك في الله قليل، فقال: يا ميثم إذن تكون معي في درجتي. قال: وكان ميثم يمر بعريف قومه ويقول: يا فلان! كأني بك وقد دعاك دعي بني أمية وابن دعيها فيطلبني منك أياما، فإذا قدمت عليك ذهبت بي إليه حتى يقتلني على باب دار عمرو بن حريث، فإذا كان اليوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا؛ وكان ميثم يمر بنخلة في سبخة فيضرب بيده عليها ويقول: يا نخلة ما غذيت إلا لك وما غذيت إلا لي. وكان يمر بعمرو بن حريث ويقول: يا عمرو! إذا جاورتك فأحسن جواري، وكان عمرو يرى أنه يشتري دارا أو ضيعة لزيق ضيعته، فيقول عمرو: ليتك قد فعلت. ثم خرج ميثم النهرواني إلى مكة، فأرسل الطاغية عدو الله ابن زياد إلى عريف ميثم فطلبه منه، فأخبره أنه بمكة، فقال: لئن لم تأتني به لأقتلنك، فأجله أجلا، وخرج العريف إلى القادسية ينتظر ميثما. فلما قدم ميثم قال له: أنت ميثم؟ قال: نعم أنا ميثم، قال: تبرأ من أبي تراب، قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرأ من علي بن أبي طالب، فقال له:
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»