قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٣١١
فقلت: أما والله! لئن دهنتها لتخضبن فيكم بالدماء؛ فخرجت فإذا ابن عباس جالس، فقلت لابن عباس: سلني عما شئت من تفسير القرآن، فإني قرأت تنزيله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلمني تأويله، فقال: يا جارية! الدواة والقرطاس، فأقبل يكتب؛ فقلت: يا ابن عباس! كيف بك إذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم بالمطهرة، فقال لي: أتكهن أيضا؟! خرق الكتاب، فقلت: مه!
احتفظ بما سمعت، فإن يك ما أقول لك حقا أمسكته وإن يك باطلا خرقته، قال: هو ذاك. فقدم أبي علينا، فما لبث يومين حتى أرسل عبيد الله بن زياد فصلبه تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة، فرأيت الذي جاء إليه ليقتله - وقد أشار إليه بالحربة - وهو يقول: أما والله! ما علمتك إلا قواما، ثم طعنه في خاصرته فأجافه فاحتقن الدم فمكث يومين، ثم إنه في اليوم الثالث بعد العصر قبل المغرب انبعث منخراه دما، فخضب لحيته بالدماء.
قال العياشي: حدثني أيضا بهذا الحديث علي بن فضال، عن أحمد بن محمد الأقرع، عن داود بن مهزيار، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل، عن عمران بن ميثم. قال علي بن الحسن: هو " حمزة بن ميثم " خطأ، وقال علي: أخبرنا به الوشاء بإسناده مثله، غير أنه ذكر " عمران بن ميثم ".
وعن حمدويه وإبراهيم، عن أيوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن جده قال لي ميثم التمار ذات يوم: يا أبا حكيم! إني أخبرك بحديث وهو حق، قال:
فقلت: يا أبا صالح بأي شيء تحدثني؟ قال: إني أخرج العام إلى مكة فإذا قدمت القادسية راجعا أرسل إلي هذا الدعي ابن زياد رجلا في مائة فارس حتى يجيء بي إليه، فيقول لي: أنت من هذه السبائية الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها جلودها، وأيم الله لأقطعن يدك ورجلك! فأقول: لا رحمك الله، فوالله! لعلي (عليه السلام) كان أعرف بك من حسن حين ضرب رأسك بالدرة، فقال له الحسن: يا أبه لا تضربه فإنه يحبنا ويبغض عدونا، فقال له علي (عليه السلام) - مجيبا له -: أسكت يا بني فوالله لأنا أعلم به منك، فو الذي فلق الحبة وبرء النسمة! إنه لولي لعدوك وعدو لوليك؛ قال: فيأمر بي عند ذلك فأصلب، فأكون أول هذه الأمة ألجم بالشريط في
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»