أصحابنا، منهم صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وابن أبي عمير وغيرهم، فأتيتهم فسألوني؟ فخبرتهم بما قال، فقالوا: فهمت ذكر أو زكي (1) فقلت: ذكرا قد فهمت. قال ابن سنان: أما أنت سترزق ولدا ذكرا أما أنه يموت على المكان - أو يكون ميتا - فقال أصحابنا لمحمد بن سنان: أسأت! قد علمنا الذي علمت. فأتى غلام فقال: أدرك فقد ماتت أهلك! فذهبت مسرعا ووجدتها على شرف الموت، ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا.
رأيت في بعض كتب الغلاة - وهو كتاب الدور - عن الحسن بن علي، عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان قال: دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فقال لي: يا محمد كيف أنت إذا لعنتك وجعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء واضل بك من أشاء؟ قال، قلت له: تفعل بعبدك ما تشاء يا سيدي إنك على كل شئ قدير! ثم قال: يا محمد إنك عبد أخلصت لله إني ناجيت الله فيك فأبى إلا أن يضل بك كثيرا ويهدي بك كثيرا.
وعن حمدويه، عن الآدمي، عن محمد بن مرزبان، عن محمد بن سنان قال:
شكوت إلى الرضا (عليه السلام) وجع العين، فأخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) - وهو أول ما بدا (2) - ودفع الكتاب إلى الخادم وأمرني أن أذهب معه وقال: أكتم! فأتيناه وخادم قد حمله; قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر (عليه السلام) فجعل أبو جعفر (عليه السلام) ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء ويقول: «ناج» ففعل ذلك مرارا; فذهب كل وجع في عيني وابصرت بصرا لا يبصره أحد. وقال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلك الله شيخا على هذه الأمة كما جعل عيسى ابن مريم شيخا على بني إسرائيل. قال، ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس! قال: وانصرفت وقد أمرني الرضا (عليه السلام) أن أكتم، فما زلت صحيح النظر حتى أذعت ما كان من أمر أبي جعفر (عليه السلام) في أمر عيني، فعاودني الوجع. قال، فقلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك