قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٣١٢
يا شبيه صاحب فطرس؟ قال، فقال: إن الله تعالى غضب على ملك من ملائكته يدعى «فطرس» فدق جناحه ورمى به في جزيرة من جزائر البحر; فلما ولد الحسين (عليه السلام) بعث الله عز وجل جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله) ليهنئه بولادة الحسين (عليه السلام) - وكان جبرئيل صديقا لفطرس - فمر به وهو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين (عليه السلام) وما أمر الله به، وقال له هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك إلى محمد (صلى الله عليه وآله) يشفع لك؟ فقال له فطرس: نعم; فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا (صلى الله عليه وآله) فبلغه تهنئة ربه تعالى، ثم حدثه بقصة فطرس; فقال محمد (صلى الله عليه وآله) لفطرس: امسح جناحك على مهد الحسين (عليه السلام) وتمسح به; ففعل ذلك فطرس فجبر الله جناحه ورده إلى منزلته مع الملائكة.
وبخط جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن سنان جميعا قالا: كنا بمكة وأبو الحسن (عليه السلام) بها، فقلنا له: جعلنا الله فداك! نحن خارجون وأنت مقيم، فان رأيت أن تكتب لنا إلى أبي جعفر (عليه السلام) كتابا نلم به، فكتب إليه. فقدمنا فقلنا لموفق: اخرجه إلينا، فأخرجه وهو في صدر موفق، فأقبل يقرأه ويطويه وينظر فيه ويتبسم حتى أتى على آخره يطويه من أعلاه وينشره من أسفله. قال محمد بن سنان: فلما فرغ من قراءته حرك رجله وقال: «ناج ناج» فقال أحمد: ثم قال محمد بن سنان عند ذلك: فطرسية فطرسية! (1).
وروى مولد جواد الكافي عنه، عن الهادي (عليه السلام)، قال: حدث بآل فرج حدث، فقلت: مات عمر، فقال: الحمد لله - حتى أحصيت عليه أربعا وعشرين مرة - فقلت:
يا سيدي! لو علمت أن هذا يسرك لجئت حافيا أعدو إليك; قال: يا محمد ولا تدري ما قال لعنه الله لمحمد بن علي أبي؟ قال، قلت: لا، قال: خاطبه في شئ، فقال: أظنك سكران! فقال أبي: «اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما فأذقه طعم الحرب وذل الأسر» فوالله! إن ذهبت الأيام حتى حرب ماله وما كان له ثم أخذ أسيرا، وهو

(1) الكشي: 581 - 584.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»