أسانيد السنة، غير أن محمد الزعبي في رده على كتاب المراجعات ادعى أن أحدا من هؤلاء الرواة الشيعة لم يرم بالرفض أبدا. ونحن في كتابنا هذا أوردنا مجموعة كبيرة ممن رموا بالرفض ومع ذلك وقعوا في أسانيد البخاري ومسلم (1). فإن البخاري ومسلما كثيرا ما يرويان الحديث عن الشيعي الرافضي والشيعي المغالي - حسب تعبير ابن حجر - (2). فعبيد الله بن موسى، وسليمان بن قرم النحوي، وعباد بن يعقوب الرواجني، ووكيع بن الجراح، هؤلاء نماذج عرفوا بالرفض ومع هذا نقل عنهم البخاري ومسلم وقبلت رواياتهم. وكان أحمد بن حنبل يقرب عبد الرحمن بن صالح ويدنيه مع كونه رافضيا.
وهذا يعقوب بن يوسف المطوعي يقول: كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضيا، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقربه ويدنيه، فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن بن صالح رافضي. فقال: سبحان الله! رجل أحب قوما من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، نقول له: لا تحبهم، هو ثقة (3).
وأهم من ذلك قول ابن مندة: كان أحمد بن حنبل يدل الناس على عبيد الله، وكان معروفا بالرفض (4).
الطبقات:
نشير هنا إلى أن كل راو له طبقة مخصوصة، ومعرفة هذا من الأمور المهمة في علم الرجال، ونكتفي هنا بما قاله الزين: من المهمات معرفة طبقات الرواة، فإنه