معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ٨ - الصفحة ٣٦٨
يمكن أن يخبرك أبي بمعالم الدين ولا يخبرني بها مع كثرة شفقته علي، وأشار بذلك إلى أنه لا يرتكب شيئا لا يجوز له إلا أنه لم يصرح بالاذن خوفا من الانتشار وتوجه الخطر إلى الإمام عليه السلام، ولكن الأحول لم يفهم مراد زيد فقال: عدم إخباره كان من شفقته عليك وأراد بذلك: أنه لا يجوز لك الخروج بدون إذن الإمام وقد أخبرني بذلك السجاد ولم يخبرك بذلك شفقة من عليك فتحير زيد في الجواب فقال: والله لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة أني أقتل وأصلب بالكناسة، وأراد بذلك بيان أن خروجه ليس لطلب الرئاسة والزعامة بل هو يعلم بأنه يقتل ويصلب، فخروجه لأمر لا يريد بيانه.
هذا وإن الأحول لم يصل إلى ما أراده زيد فحج وحدث أبا عبد الله عليه السلام، بالقصة، وأما قول أبي عبد الله عليه السلام: أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ولم تترك له مسلكا يسلكه، فهو لا يدل على قدح زيد، وإنما يدل على حسن مناظرة الأحوال في عدم إجابته زيدا في الخروج معه حيث أنه لم يكن مأذونا في ذلك من قبل الإمام عليه السلام، والمفروض أنه لم يكن عالما بأن زيدا كان مأذونا من قبله.
ويؤكد ما ذكرناه ما في عدة من الروايات من اعتراف زيد بامامة أئمة الهدى عليهم السلام، وقد تقدمت جملة منها، فتحصل مما ذكرنا أن زيدا جليل ممدوح وليس هنا شئ يدل على قدح فيه أو انحرافه.
وطريق الصدوق إليه: أبوه ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما، عن سعد ابن عبد الله، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبيد الله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، والطريق صحيح وإن كان فيه الحسين بن علوان وعمرو بن خالد، ولقد سها الأردبيلي في عد الطريق ضعيفا.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست