معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ٨ - الصفحة ٢٤٤
عليه زرارة فقال: إني الحكم بن عيينة حدث عن أبيك أنه قال: صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: انا تأملته: ما قال أبي هذا قط، كذب الحكم على أبي. قال: فخرج زرارة وهو يقول: ما أرى الحكم كذب على أبيه.
والجواب عنها أنها لو كانت قوية السند لم يمكن الاخذ بها، إذ لا يمكن صدور ذلك من زرارة مع جلالة مقامه وعلو رتبته واستفاضة الروايات وفيها الصحاح في مدحه، فهي خبر واحد شاذ لا يمكن أن يعارض الروايات المشهورة المطمأن بصدورها من الإمام عليه السلام، على أن سند هذه الرواية مجهول.
بيان ذلك: أن إبراهيم بن عبد الحميد روى هذه الرواية إلى جملة (قال فخرج زرارة.. إلخ) عن عيسى بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام ويعقوب الأحمر قالوا.. إلخ، وعيسى لم يرد فيه توثيق ويعقوب فيه كلام يأتي، ومع ذلك فالرواية صحيحة لان أبا أسامة وهو زيد الشحام ثقة، إلا أن ما في ذيلها وهو جملة (قال: فخرج زرارة.. إلخ) مجهول السند، إذ لم يعلم أن القائل من هو؟ فهل هو يعقوب الأحمر المذكور أخيرا أو إبراهيم بن عبد الحميد وقد روى ذلك مرسلا إذن لا يمكن الاعتماد على هذه الجملة.
أضف إلى ذلك: أن هذه الرواية ذكرها الكشي في ترجمة الحكم بن عيينة (85) عن أبي الحسن وأبي إسحاق، حمدويه وإبراهيم ابني نصير قالا: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب الكوفي، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن إبراهيم ابن عبد الحميد، كما ذكرناه، إلى قوله: كذب الحكم بن عيينة على أبي، من دون تذييل، على ما في نسخة ابن داود والميرزا والتفريشي والمولى عناية الله القهبائي.
ورواها عن الكشي من دون تذييل: الشيخ الحر في الوسائل: باب استحباب تأخير المغرب والعشاء حتى يصل إلى جمع (5) من أبواب الوقوف بالمعشر، وعليه يدور الامر بين رواية إبراهيم بن عبد الحميد هذه الجملة وعدمها
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست