الغطاء، وله فيهم الشعر الذي تتحير به العقول والألباب، وبعد سنين رجع بالأهل والعيال إلى بلاده وأصابته في الطريق مصائب.
ولما دخل البلاد عرفوا قدره، فعلا فيها ذكره وتقرب إلى البكوات 1) فأحلوه محله، خصوصا علي بيك أمير البلاد، وكان يكرمه غاية الاكرام ويعزه غاية الاعزاز، وله فيه الشعر الرائق.
كان الشيخ إبراهيم جالسا ذات يوم عند الأمير علي بيك، فشكى علي بيك البرغوث ليلة أمس، فقال له الشيخ إبراهيم على البديهة:
أتخشى لسع برغوث حقير * وفي أثوابك الغراء ليث فلم يدنو لك البرغوث الا * لأنك للورى بر وغوث فأجازه بمائة ليرة.
ومن شعره قوله:
تجنب رياض الغور من أرض بابل * فثم قدود يانعات وأحداق وإياك إياك الغوير وقربه * وقلبك فاحفظ ان طرفك سراق وبات ليلة في ذي الكفل 2)، فكان إذا غطى رأسه باللحاف أكلته البراغيث وإذا أخرج وجهه أكله البق، فأنشد:
وليلة باتت براغيثها * ترقص إذ غنى لها البق قد كدت من حزني وأفراحها 3) * انشق لولا الفجر ينشق وله مؤلفات جليلة نظما ونثرا لا يحضرني تفصيلها. وتوفي على الظاهر في