تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٣٨٣
الضربة الكبرى على العلم وأهله وعلى أهل بلاد بشاره سنة سبع وتسعين ومائة بعد الألف - أعني ظلم الجزار وقتله العلماء والأعيان وحسبهم وتعذيبهم بأنواع العذاب وأخذ والده السيد صالح وسجنه في الجب وقتل أخيه العالم السيد أبو البركات واستصفى احمد الجزار خزانة كتبهم وكانت تشتمل على ألوف قد جمعها أجدادنا في قرون وأجيال وفيها مصنفاتهم، فحملها الجزار بالبغال والجمال وحمل الكتب من معركة إلى عكا، قيل إنه أحرقها، وحدثني بعض أسلافي أنه رمى في البحر ما كان فيها من كتب الشيعة وحمل الباقي إلى عكا.
قال: والى الان يوجد في مكتبة عكا كثير من كتبنا عليه خطوط أسلافنا. وبالجملة تعطل العلم والاشتغال.
ولما خرج والد صاحب الترجمة من سجن الجزار على ما شرحناه في ترجمته توجه إلى العراق، وبعد ما وصل إلى النجف أرسل على أولاده وعيالاته فرحلوا إليه، والسيد الجد يومئذ ابن ست سنين، فأخذ يشتغل على والده في العلوم العربية وسائر المقدمات العلمية، حتى إذا راهق صار يشتغل على المير سيد علي صاحب الرياض، ثم على السيد بحر العلوم، ولما توفي السيد سنة 1212 لازم درس السيد المحقق السيد محسن المقدس البغدادي صاحب المحصول، وكان شريك أخيه السيد صدر الدين في كل شيوخه وفى جميع دروسه.
وقد حدثني ابن عم والدي السيد محمد علي بن السيد أبى الحسن: أنه رأى عند عمه السيد صدر الدين لما كان قد جاء في آخر عمره إلى النجف مجموعة بخط السيد صدر الدين فيها مسائل من علوم شتى كان سألها السيد صدر الدين عن أخيه السيد محمد علي وأجابه عنها، عنوانها " سألت أخي الأعز السيد محمد علي عن مسألة كذا فأجاب بكذا "، وأكثرها من غوامض المسائل.
ويستفاد من ذلك علو درجة السيد الجد في العلم، بحيث مثل آية الله العلامة
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»
الفهرست