وقرط المسامع وشنف، وقصدته علماء الأمصار، واتفقت على فضله الاسماع والابصار. الخ 1).
وقال تلميذه العلامة الوحيد المولى محمد تقي والد المجلسي صاحب البحار في أول الشرح العربي للفقيه: كان شيخ الطائفة في زمانه، جليل القدر عظيم الشأن كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو مرتبته أحدا.
إلى أن قال: وكان عمره بضعا وثمانين سنة اما واحدا أو اثنين، فاني سألت عن عمره رضي الله عنه فقال: ثمانون أو أنقص واحدة، ثم توفي بعده بسنتين، وسمع قبل وفاته بستة أشهر من قبر بابا ركن الدين رضي الله عنه وكنت قريبا منه، فنظر إلينا وقال: سمعتم ذلك الصوت؟ فقلنا: لا، فاشتغل بالبكاء والتضرع والتوجه إلى الآخرة، وبعد المبالغة العظيمة قال: انه أخبرت باستعداد الموت.
وبعد ذلك بستة أشهر تقريبا توفي وتشرفت بالصلاة عليه مع جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون من خمسين ألفا.
(332) الشيخ محمد بن سليمان الزين العاملي الصيداوي عالم فاضل كامل جليل ورع صالح، من بيت جليل وعليه سمات الأجلة وأهل العرفان والسكينة. كان جاء إلى النجف وسكنها واشتغل في طلب العلم مدة طويلة، ورأيت له كتابا في الفقه كراريس.
ثم ترك كتبه في النجف ورجع إلى صيدا، وكأنه ابتلي بتدبير المعاش وغلب عليه التكسب. ثم جاء إلى الزيارة فرأيته في بلد الكاظمين وإلا فإني لم أكن في النجف أيام كان فيها وانما رأيت كتبه عند بعض السادة من أهل بلاده، قال: