تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٢٣٧
الذي هو أشعر قريش.
وحدثني السيد أحمد بن السيد حيدر الحسيني الكاظمي العالم الثقة أن السيد صدر الدين كان في أيام إقامة والده ببغداد يحضر مجلس درس السيد صبغة الله امام أهل السنة في عصره، وكن يناظره أيضا في المسائل الكلامية وفي الإمامة ويفحمه.
وحكى لي من ذلك حكايات ومناظرات تدل على كمال فضله في سن الشباب، قال: وتلك المناظرات هي التي سببت مهاجرته إلى بلاد إيران خوفا من الاغتيال. قال: أرادوا اغتياله مرات فحفظه الله.
زوجه الشيخ صاحب كشف الغطاء بابنته وصار له منها أولاد، وتزوج أيضا بالعلوية بنت السيد أبى الحسن خوش مزه.
وعزم على زيارة الإمام الرضا عليه السلام وحده، فزمت ركائبه إلى خراسان وترك عيالاته وأولاده بكربلاء، ونظم في سفره هذا قصيدته الرائية المعروفة ب‍ " الرحلة " يخاطب فيها الإمام الرضا عليه السلام:
أتتك استباقا تقد القفارا * سوايح تقدح في السير نارا تثير مثار الحصى بالحصى * وتتبع باقي الغبار الغبارا وهي طويلة، ورجع من طريق يزد فاجتمع عليه أهلها وسألوه الإقامة عندهم، فأقام مدة قليلة وتزوج فيها، ثم رحل إلى أصفهان وكانت يومئذ دار العلم ومحط رحال أهل الفضل، فأقام بها وأرسل على عياله وأولاده فرحلوا إليه، واستقام بها سنين مرجعا في التدريس والقضاء لا يتقدم عليه أحد على الاطلاق، وتخرج عليه جماعة من العلماء ورووا عنه، كشيخ الطائفة الشيخ مرتضى الأنصاري " ره " والسيدين الميرزا محمد هاشم 1) صاحب أصول آل الرسول

1) هو المعروف بميرزا هاشم الجهار سوقي.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست