المنبر وبمجرد أن قال " السلام عليك يا أبا عبد الله " قام السيد صدر الدين، قال: أخاف من سقوط السقف علي. فلما قام ووضع رجله خارج السقف نزل السقف وصار العجاج وأكب الناس على أقدام السيد وكسرت أكتاف بعض الناس، وكان أعظم كرامة للسيد. حتى كان السيد محمد العلاقة بند أحد خدام السيد إذا أخبر بانعقاد مجلس فيه الملاهي يروح للنهي عن المنكر، فإذا قالوا لهم: ان خادم السيد صدر الدين فلان قد جاء، يقولون: تفرقوا وأجمعوا الأسباب فان السقف ينزل علينا لا محالة.
وبالجملة كان عالما ربانيا لا تأخذه في الله لومة لائم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقيم الحدود والاحكام. وكان من أزهد أهل زمانه، لم يحظ من الدنيا بنائل ولم يخلف لأولاده غير الدار التي كان السيد حجة الاسلام السيد محمد باقر قد اشتراها له وغير بعض الكتب لم يكن له عقار ولا قرى ولا أملاك.
وكان كثير العيال، ولم يغير وضعه الذي كان عليه في النجف من حيث اللباس والمأكل.
وفي آخر عمره عرض له بعض الضعف في أعضائه شبه الفالج، فرأى في المنام أمير المؤمنين عليه السلام يقول له: أنت في ضيافتي في النجف. ففهم أنه يموت قريبا، فرحل منفردا بنفسه إلى النجف سنة 1262 وورد النجف وبقي مدة، ثم أخبر أخاه بوفاته في أول صفر، فتوفي أول ليلة منه وهي ليلة الجمعة سنة 1263.
حدثني السيد محمد علي بن السيد أبو الحسن قال: لما كانت أول ليلة من شهر صفر رأينا عمنا السيد صدر الدين يحدثنا بأحاديث الفراق، حتى ذاكره والدي في ذلك فقال:
ستفقدني فومي إذا جد جدها * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر