وجاء الاخر اقتدى به، وهاجرا إلى النجف واشتركا في الدرس على المقدس الأردبيلي، وكانا سألاه أن يعلمهما ما هو دخيل في الاجتهاد، فأجابهما إلى ذلك، فأعلمهما أولا شيئا من المنطق وأشكاله الضرورية، ثم شرح العميدي على تهذيب الأصول الا ما لا دخل له في الاجتهاد من مباحثه، وكان المقدس حينئذ مشغولا بشرحه على الارشاد وكان يعطيهما أجزاء منه ويأمرهما بالنظر فيها واصلاحها.
ويظهر من تاريخ تملك صاحب المعالم للجمهرة التي عندي وعليها خطه أنه اشتراها في الغري في أوائل شهر رمضان من سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة أن عمره حينئذ أربعة وعشرين سنة، لان تولده كان تسع وخمسين وتسعمائة، فيكون مهاجرته إلى العراق في ذلك السن.
والمحكي في غير موضع أنهما لم يبقيا في النجف الا مدة قليلة سنتين أو أكثر بقليل، وعلى ما ذكره السيد المعاصر في الروضات من أن قدومهما الغري كان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة يكون مكثهما أكثر من عشر سنين (21. وهو وهم قطعا، فان ذلك هو تاريخ وفاة أستاذهما المقدس الأردبيلي وقد نص الشيخ علي السبط في الدر المنثور أن الشيخ حسن لما رجع إلى البلاد صنف المعالم والمنتقى وأرسلهما إلى أستاذه ووصلا قبل وفاة ملا احمد رحمه الله. انتهى.
وأما ما ذكره الشيخ علي السبط في ترجمة جده في الدر المنثور هذا صورته، قال:
أن الشيخ حسن رحمه الله كان فاضلا محقق ومتقنا مدققا وزاهدا تقيا وعالما رضيا وفاضلا ذكيا، بلغ من التقوى والورع أقصاهما ومن الزهد والقناعة منتهاهما ومن الفضل والكمال ذروتهما وأسناهم.
وحق على ابن الصقر ان يشبه الصقرا