في ليلة القدر وانه لولا هذا لنفذ ما عندنا على أن التفويض انما يعقل فيما لم يرد به من الله تعالى وحى ولا كتاب والاحكام التي تألفت منها الشريعة بل جميع ما هو كائن على ما استفاضت به الاخبار ونطق به الكتاب مفسر ثابت في الكتاب، قال الله تعالى: " ما فرطنا في الكتاب من شئ " وقال تعالى: " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وقال مولانا أبو جعفر عليه السلام -: ان الله تعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة الا أنزله في كتابه وبينه لرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال الصادق عليه السلام -: قد ولدني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وانا اعلم كتاب الله تعالى وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة وفيه خبر السماء والأرض وخبر الجنة والنار وخبر ما كان وخبر ما هو كائن اعلم ذلك كما انظر إلى كفي ان الله تعالى يقول: " فيه تبيان كل شئ " وان أريد بذلك انه تعالى لما أكمل نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - بحيث لا يختار الا ما يوافق الحق ولا يخالف مشيئاته فوض إليه تعيين بعض الأمور كزيادة بعض الركعات وتعيين النوافل من الصلاة والصيام وطعمة الجد ونحو ذلك اظهارا لشرفه وكرامته صلى الله عليه وآله وسلم - ثم لما اختار أكد ذلك بالوحي من عنده فلا فساده فيه عقلا ولا نقلا، بل في كثير من الاخبار ما يدل عليه حتى عقد له في الكافي بابا (1) وعن (المرآة) نسبته إلى أكثر
(١٤٤)