(الأول) المدح في نفسه يجامع صحة العقيدة وفسادها، والأول يسمى حديثه حسنا والثاني قويا وإذا لم يظهر صحتها ولا فسادها فهو أيضا من القوى لكن نراهم بمجرد ورود المدح يعدونه حسنا ولعله لان إظهار المدح مع عدم إظهار القدح ولا تأمل منهم ظاهر في كونه اماميا مضافا إلى أن ديدنهم التعرض للفساد على قياس ما ذكر في التوثيق ففي مقام التعارض يكون قويا مطلقا أو إذا انعدم المرجحات على قياس ما مر والأولى في صورة عدم التعارض أيضا ملاحظة خصوص المدح بعد ملاحظة ما في المقام ثم البناء على الظن الحاصل عند ذلك ومن التأمل فيما ذكر في التوثيق وما ذكر هنا يظهر حال مدح علي بن الحسن بن فضال وأمثاله وكذا المعارضة بين مدحه وقدح الامامي وعكسه وغير ذلك.
(الثاني) المدح منه ماله دخل في قوة السند وصدق القول مثل (صالح) و (خير) ومنه مالا دخل له في السند بل في المتن مثل (فهم) و (حافظ) ومنه مالا دخل له فيهما مثل (شاعر) و (قارئ) ومنشأ صيرورة الحديث حسنا أو قويا هو الأول واما الثاني فمعتبر في مقام الترجيح والتقوية بعد ما صار الحديث صحيحا أو حسنا أو قويا واما الثالث فلا اعتبار له لاجل الحديث نعم ربما يضم إلى التوثيق وذكر أسباب الحسن والقوة إظهارا لزيادة الكمال فهو من المكملات وقس على المدح حال الذم هذا وقولهم: " أديب، أو عارف باللغة أو للنحو وأمثالهما هل هو من الأول أم الثاني أم الثالث (1) الظاهر أنه لا يقصر عن الثاني