وقد روى حديثا فيه أبو سعيد الادمي يروي عن محمد بن مروان (1)، عن محمد بن سنان في قصة: انه عاد إليه بصره (2).
وليس هذا الحديث مما يبنى عليه في طائل، لان أصله ضعيف، ولو ثبت فقد يظهر الله المعجزات على الأئمة تنبيها للظالمين والغالين وتركيبا للحجة.
وان أبا جعفر [عليه السلام] كان يقول: ناج (3) وهو صغير فإن كان ذلك كناية عما يذهب إليه الغلاة فهو دخل عظيم، وإن لم يكن ذلك بل إشارة إلى ما يتلفظ به الصبيان فالامر قريب.
وروى حديثا آخر معناه ان أبا جعفر [عليه السلام] كان صغيرا ويقرأ الكتاب (4).
وهذا ان ثبت فهو كالأول، وإن لم بثبت فلا كلام، ان راويه محمد بن عبد الله ابن مهران، وإذا عرفت هذا فالقدح متوجه إلى الرجل جدا، ولم أر في هذه الأقاصيص والأحاديث ما يزيل الطعن فيه.
وأما ما ورد من قول من قال: أراد أن يطير فقصصناه، فإنه دال على اضطرابه وأما انه قص فمعرض من ابن سنان للتقية والمداراة، ولئن دل على صحة العقيدة فليس دالا على العدالة والثقة وهي الغرض.