له والذب عنه والخصام في رضاه والموازرة مما لا شبهة فيه، وقد كان يعتمد ذلك مع من يجب اعتماده معه بعده على ما نطق به لسان السيرة.
وقد روى صاحب الكتاب أخبارا شاذة ضعيفة تقتضي قدحا أو جرحا، ومثل الحبر رضي الله عنه موضع أن يحسده الناس وينافسوه ويقولوا فيه ويباهتوه:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله * فالناس أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا انه لذميم ولو اعتبر العاقل حال الناس كافة، رأى أنه ليس أحد منهم خاليا من متعرض به أو قائل فيه اما مباهتا أو غير مباهت، ومعلوم أن ذلك غير جار على قانون الصحة ونمط السداد، إذ فيهم من لا شبهة في نزاهته وبرائته:
وما زلت أستصفي لك الود ابتغى * محاسنة حتى كأني مجرم لأسلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حي من الناس يسلم (1)