التحرير الطاووسي - الشيخ حسن صاحب المعالم - الصفحة ٣١٣
له والذب عنه والخصام في رضاه والموازرة مما لا شبهة فيه، وقد كان يعتمد ذلك مع من يجب اعتماده معه بعده على ما نطق به لسان السيرة.
وقد روى صاحب الكتاب أخبارا شاذة ضعيفة تقتضي قدحا أو جرحا، ومثل الحبر رضي الله عنه موضع أن يحسده الناس وينافسوه ويقولوا فيه ويباهتوه:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله * فالناس أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا انه لذميم ولو اعتبر العاقل حال الناس كافة، رأى أنه ليس أحد منهم خاليا من متعرض به أو قائل فيه اما مباهتا أو غير مباهت، ومعلوم أن ذلك غير جار على قانون الصحة ونمط السداد، إذ فيهم من لا شبهة في نزاهته وبرائته:
وما زلت أستصفي لك الود ابتغى * محاسنة حتى كأني مجرم لأسلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حي من الناس يسلم (1)

- - - - - - - وهو أجل من ذلك، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عنها، رضى الله تعالى عنه ".
وقد ذكره ابن سعد في طبقاته: ٢ / ٣٦٥، والخطيب في تاريخ بغداد: ١ / ١٧٣ رقم ١٤، وابن الأثير في أسد الغابة: ٣ / ١٩٢، وابن خلكان في وفيات الأعيان: ٣ / ٦٢ رقم ٣٣٨، وابن حجر في الإصابة: ٢ / ٣٣٠ رقم ٤٧٨١، وتهذيب التهذيب: ٥ / 242 رقم 474.
(1) وردت في حاشية (ب) و (د) هذه الزيادة ولم يشر إلى أنها من الشيخ حسن فلذلك أوردتها في الهامش، وهي:
نقل في الأغاني البيت الأخير بنوع تغيير في جملة أبيات هكذا صورتها:
ألا إن ليلى العامرية أصبحت * على النأي منى ذنب غيرى تنقم وما ذاك عن شئ أكون اجترمته * إليها فتخبرني به حيث أعلم ولكن انسانا إذا مل صاحبا * وحاول صرما لم يزل يتجرم وما زال بي ما يحدث النائي والذي * أعالج حتى كدت بالعيش أبرم وما زال بي الكتمان حتى كأنني * برجع جواب السائلي عنك أعجم
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست