هو عليه من العلم والعبادة، والفضل والزهادة، كالمجالس معه المستأنس به في الانتفاع باقواله وحركاته، واقتفاء سيرته وآدابه، و لذا استقرت طريقة المشايخ على ضبط احوالهم وجمعها وتدوينها في صحف مكرمة وكتب شريفة واتعبوا انفسهم في ذلك حتى تحملوا اعباء السفر، وقطعوا الفيافي والقفار، وركبوا البراري والبحار، ورغبوا حافظيها ومصنفيها، ومدحوا جامعيها ومؤلفيها، وبالغوا في الثناء عليهم.
وكفى شاهدا للمقام ما كتبه آية الله بحر العلوم والمعالى العلامة الطباطبائى قدس الله سره على ظهر نسخة الاصل من كتاب تتميم امل الامل وهو عندي موجود بخطه الشريف قال بعد الحمد والصلاة:
فقد وفقني الله وله الحمد للتشرف بما املاه الشيخ العالم الفاضل، والمحقق البدل الكامل، طود العلم الشامخ، وعماد الفضل الراسخ، اسوة العلماء الماضين، وقدوة الفضلاء الاتين، بقية نواميس السلف و شيخ مشايخ الخلف، قطب دائرة الكمال، وشمس سماء الفضل والافضال، الشيخ العلم العالم الزكي، والمولى الاولى المهذب التقى، عبد النبي القزويني اليزدى لا زال محروسا بحراسة الرب العلى، وحماية النبي والوالى، محفوظا من كيد كل جاهل غبى، وعنيد غوى، ويرحم من قال آمينا فاجلت فيما املاه نظرى، ورددت فيما اسداء بصرى، وجعلت اطيل فيه فكرى، واديم به ذكرى، فوجدته انضد من لبوس وازين من عروس، واعذب من الماء، وارق من الهواء، قد ملك ازمة القلوب، وسخا ببذل المطلوب.
لقد وافت فضائلك المعالى * * * تهز معاطف اللفظ الرشيق فضضت ختامهن فخلت انى * * * فضضت بهن عن مسك فتيق وجال الطرف منها في رياض * * * كسين محاسن الزهر الانيق شربت بها كؤوسا من معان * * * غنيت لشربهن عن الرحيق ولكني حملت بها حقوقا * * * اخاف لثقلهن من العقوق فشربا يا نعيم بى رويدا * * * فلست اطيق كفران الحقوق