المحصول - الرازي - ج ١ - الصفحة ٦٧
11 - وصيته حين مرض الفخر - رحمه الله - وأحسن بدنو الاجل أملى وهو في شدة مرضه على تلميذه إبراهيم بن أبي بكر بن علي الأصفهاني وصيته وذلك في يوم الأحد الحادي والعشرين من شهر محرم سنة (606) ه‍ وامتد مرضه بعدها إلى أن توفي.
وقد رأينا أن نذكر هذه الوصية كما ذكرها ابن أبي أصيبعة، لما فيها من العبرة والموعظة.. ولاهتمام الكثيرين - من العلماء والمؤرخين - بروايتها وتحليلها وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم يقول العبد الراجي رحمة ربه، الواثق بكرم مولاه، محمد بن عمر بن الحسين الرازي، وهو في آخر عهدة بالدنيا، وأول عهده بالآخرة، وهو الوقف الذي يلين فيه كل قاس، ويتوجه إلى مولاه كل آبق:
إني أحمد الله - تعالى - بالمحامد التي ذكرها أعظم ملائكته في أشرف أوقات معارجهم، ونطق بها أعظم أنبيائه في أكمل أوقات مشاهداتهم، بل أقول كل ذلك من نتائج الحدوث والامكان فأحمده بالمحامد التي تستحقها ألوهيته، ويستوجبها كمال ربوبيته، عرفتها أو لم أعرفها، لأنه لا مناسبة للتراب، مع جلال رب الأرباب.
وأصلي على الملائكة المقربين، والأنبياء المرسلين، وجميع عباد الله الصالحين.
ثم أقول - بعد ذلك -: اعلموا إخواني في الدين، وإخواني في طلب اليقين أن الناس يقولون: الانسان إذا مات انقطع تعلقه عن الخلق، وهذا العام مخصوص من وجهين:
الأول: أنه إن بقي منه عمل صالح صار ذلك سببا للدعاء، والدعاء له أثر عند الله.
والثاني: ما يتعلق بمصال الأطفال، والأولاد، والعورات، وأداء المظالم والجنايات.
أما الأول: فاعلموا أني كنت رجلا محبا للعلم، فكنت أكتب في كل شئ شيئا لا أقف على كمية وكيفية، سواء كان حقا أو باطلا أو غثا أو سمينا، إلا أن الذي
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموضوع الصفحة نماذج من صور مخطوطات الكتاب 25
2 مقدمة التحقيق 27
3 عصر الامام الرازي 28
4 اسمه ونسبه 31
5 مولده 32
6 نشأته 33
7 نظرته للعلوم المختلفة 34
8 مصنفاته وآثاره 37
9 مصنفات الفخر الأصولية 38
10 الكلام عن المحصول 47
11 أهمية التحقيق 62
12 حاجة المحصول إلى التحقيق 63
13 وصيته 67
14 وفاته 70
15 منهجي في التحقيق 71
16 كلمة لابد منها 73
17 النص 75
18 الكلام في المقدمات: وفيه فصول: 77
19 الفصل الأول: " في تفسير الفقه " 78
20 الفصل الثاني: " فيما يحتاج إليه أصول الفقه من المقدمات " 82
21 الفصل الثالث: " في تحديد العلم والظن " 83
22 الفصل الرابع: " في النظر والدليل والامارة " 87
23 الفصل الخامس: " في الحكم الشرعي " 89
24 الفصل السادس: " في تقسيم الاحكام الشرعية " 93
25 التقسيم الأول: " في الاحكام التكليفية " 93
26 التقسيم الثاني: " في انقسام الفعل إلى حسن وقبيح " 105
27 التقسيم الثالث: " في خطاب الوضع وأقسامه " 109
28 التقسيم الرابع: " في الحكم بالصحة والبطلان " 112
29 التقسيم الخامس: " في وصف العبادة بالقضاء والأداء والإعادة " 116
30 التقسيم السادس: " في وصف الفعل بالعزيمة والرخصة " 120
31 الفصل السابع: " في أن حسن الأشياء وقبحها لا يثبت إلا بالشرع " 123
32 الفصل الثامن: " في مسألة شكر المنعم " 147
33 الفصل التاسع: " في حكم الأشياء قبل الشرع " 158
34 الفصل العاشر: " في ضبط أبواب أصول الفقه " 167
35 الكلام في اللغات: وفيه تسعة أبواب 173
36 الباب الأول: " في الاحكام الكلية للغات " وفيه أنظار 175
37 النظر الأول: " في البحث عن ماهية الكلام " 177
38 النظر الثاني: " في البحث عن الواضع " 181
39 النظر الثالث: " في البحث عن الموضوع " 193
40 النظر الرابع: " في البحث عن الموضوع له " 197
41 النظر الخامس: " فيما به يعرف كون اللفظ موضوعا لمعناه " 203
42 الباب الثاني: " في تقسيم الالفاظ " 219
43 التقسيم الأول للفظ باعتبار دلالة على معناه 219
44 التقسيم الثاني للفظ باعتبار دلالته على لفظ 225
45 التقسيم الثالث 227
46 التقسيم الرابع (الوجه الثاني) 235
47 الباب الثالث: " في الأسماء المشتقة " 237
48 الباب الرابع: " في أحكام الترادف والتوكيد " 253
49 الباب الخامس: " في الاشتراك " 261
50 الباب السادس: " في الحقيقة والمجاز 285
51 * المقدمة * القسم الأول: " في أحكام الحقيقة " 295
52 القسم الثاني: " في المجاز " 321
53 القسم الثالث: " في المباحث المشتركة بين الحقيقة والمجاز " 343
54 الباب السابع: " في التعارض الحاصل بين أحوال اللفظ " 351
55 الباب الثامن: " في تفسير تشتد الحاجة في الفقه إلى معرفة معانيها " 363
56 الباب التاسع: " في كيفية الاستدلال بخطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم - على الاحكام " 385