ثالثها: التفصيل بين الأسماء الآلات وغيرها فقيل بالأول في الأولى و بالثاني في الثانية وخير الثلاثة أوسطها وفاقا لشيخنا الأستاذ و لسيدنا الأستاذ دام ظلهما أيضا.
لنا على ذلك وجوه:
أولها:
التبادر فان المتبادر من نفس الألفاظ المشتقة هي العنوانات العرضية الجارية على الذوات على أنحاء الجريان بحسب اختلاف المشتقات لا ذات ما مع تلك العنوانات فانا لا نفهم من الضارب والقاتل والراكب و الكاتب مثلا الا ما يعبر عنه بالفارسية (بزننده وكشنده وسواره و نويسنده) كما مر ولا ريب ان هذه المعاني مفاهيم عرفية تجري على الذوات على سبيل الحمل والتوصيف لكونها من وجوه الذوات الصادقة عليها ومن مزاياها الحاكية عنها فان لكل شئ عنوانات و وجوها صادقة عليه يعبر عنه بكل واحد من تلك الوجوه لاتحاده معه في الوجود كما يعبر عن زيد تارة بكاتب وأخرى بقارئ وثالثة بضارب ورابعة بعالم وخامسته بأنه ابن فلان أو أبوه أو صاحبه أو عدوه وسادسة بإنسان أو حيوان أو ضاحك إلى غير ذلك من الوجوه الصادقة عليه من الوجوه العرضية كما هو مفاد المشتقات ومفاد بعض الجوامد كالابن والأب والزوج والزوجة وأمثالها أو الذاتية كما هو مفاد الغالب منها كما في الحيوان والانسان والحجر و الشجر والماء والتراب وغير ذلك مما لا يكون الموضوع له فيها هو نفس الذات بما هي بحيث لا يختلف باختلاف بعض الوجوه الصادقة عليها المتحققة لها في حال وتبدلها إلى وجه آخر بل باعتبار وجه خاص من تلك الوجوه بمعنى ان الموضوع له في هذا القسم أيضا هو نفس الوجه الخاص الصادق على الذات لا هي معه أو بشرطه فتكون الحال فيها من هذه الجهة هو ما اخترنا في المشتقات من خروج نفس الذوات عن حقيقة اللفظ وانما الموضوع له