العمر القيم كله في المقدمة، وعدم الوصول إلى ذي المقدمة - أعني الفقه - مما لا يقدم عليه ذو مسكة ومعرفة، من ذوي الأفكار الطامحة، والعقول المشرقة، فلابد من سلوك طريق موصل إلى الهدف الأقصى، والنتيجة الأسنى، ولا يحصل ذلك إلا بأخذ اللب، ورفض القشر.
ولذا نهض سيدنا المترجم له إلى اختصار بعض ما كتبه من أبحاث أستاذه العلامة العراقي، وتحقيقاته في الأدلة العقلية، والأصول العملية، وتنقيحها وتهذيبها ورفض حشوها، ونبذ زوائدها، ليسهل تناولها لطالبها، وقام لتخريجها إلى مرحلة الجود وابرازها إلى عالم المطبوعات، ليعم نفعها، ويكثر الانتفاع بها، ولذا سمى كتابه ب (تنقيح الأصول)، ونسأل الله تعالى أن يكثر أمثال سيدنا في هذا البيت العلوي الحسني وأن يوفقه وإيانا لخدمة العلم والدين، فإنه خير موفق ومعين.
16 - ج 1 - 1371 النجف الأشرف: محمد على القاضي الطباطبائي