نهج البلاغة في الخطبة الأولى في وصف النبي (ص) (1): فقبضه إليه كريما وخلف فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها، إذ لم يتركوهم هملا بغير طريق واضح ولا علم قائم، كتاب ربكم، مبينا حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصه وعامه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسرا مجمله، ومبينا غوامضه، بين مأخوذ ميثاق علمه وموسع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه ومعلوم في السنة نسخه، وواجب في السنة أخذه ومرخص في الكتاب تركه، وبين واجب لوقته وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه: من كبير أو عد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين مقبول في أدناه وموسع في أقصاه. وفي التهذيب باسناده الصحيح عن الصادق عليه السلام قال (2): انا إذا وقفنا بين يدي الله تعالى قلنا: يا ربنا أخذنا بكتابك وقال الناس:
رأينا رأيا، ويفعل بنا وبهم ما أراد، وفي رواية أخرى: عملنا بكتابك وسنة رسولك. وروى في الكافي عنهم عليهم السلام (3): من أخذ علمه من كتاب الله وسنة نبيه (ص) زالت الجبال قبل ان يزول، ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال. ورواه الصدوق عن أمير المؤمنين (ع) أيضا. وباسناده عن أبي عبد الله (ع) انه قال لسلمة بن كهيل والحكم بن عتبة (4): شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا الا ما خرج من عندنا أهل البيت، ما قال الله للحكم: انه لذكر لك ولقومك، فليذهب الحكم يمينا وشمالا، فوالله لا يؤخذ العلم الا من