بما استحيى به على سائر القرب فالتجأ إلى الثناء فأثنى بقوله: لا أحصي ثناء عليك ثم علم أن ذلك قصور فقال: أنت كما أثنيت على نفسك، فهذه خواطر تسنح للعارفين لا تفهم من تفسير الظاهر وليس متناقضا له، وانما هو استكمال لما تحته من الاسرار.
انتهى كلامه ملخصا وهو كلام متين يتلائم به الاخبار والآثار في هذا المقام، ويصح كلام العالمين الطبرسي والأردبيلي، ويندفع عنهما اعتراض الفاضل المتأخر والحمد لله.
الأصل الثالث ان من تمسك في دينه بكتاب الله عز وجل وأهل بيت نبيه صلوات الله عليهم لن يضل قط ولن يزل ومن أخذ طريقا آخر زل وضل وذلك لما دريت ان علمهما من الله سبحانه فلا يتطرق إليه ريب ولا خطأ ولا غلط ولا سهو ولا تغير، واما علم غيرهما فلا يعلم جزما كونه كذلك، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم (1) والمراد بهم الأئمة المعصومون عليهم السلام كما في الأخبار المستفيضة (2). ولأن غيرهم هم غير مأمون عليه ان يأمر بخلاف أمر الله فيلزم أن يأمرنا الله بالنقيضين، تعالى عن ذلك، وعن النبي (ص) في أخبار كثيرة: اني تارك فيكم الثقلين، ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (3) وفي بعض الاخبار: من جعلهما امامه قاداه إلى الجنة، ومن جعلهما خلفه ساقاه إلى النار، وفي بعضها: وهما الخليفتان من بعدي، وفي رواية: